بكل تاكيد يمكن القول ان المهرجان الوطني للفيلم هو محطة ثقافية /فنية من خلاله يمكن معرفة طبيعة اهتمامات المتلقين للافلام المغربية (طبيعة انشغالاتهم /نوعية القراءات / طبيعة الاسئلة الموجهة للمخرجين بشكل عام ....) فمن خلال تتبعي لهذه الندوات الاعلامية /النقدية يمكن فرز الملاحظات التالية . 1/ بعض التدخلات تنهض على اسئلة مضمونية واقعية مثل لماذا تم في فيلمك معالجة هذه القضية بهذه الطريقة عوض هاته . 2/ اسئلة اخرى ترتبط بقضايا تهم بعض الجوانب المادية /المالية المرتبطة بالانتاج . 3/ اسئلة اخرى تكون ذات معايير اخلاقية . 4/ اسئلة اخرى تلامس بعض القضايا الخاصة بسؤال شكل الفيلم /طريقة المعالجة وجوانب تخص الامكنة والالوان وعوالم الشخصيات والالبسة والازمنة .... في جميع الحالات يمكن القول ان ظاهرة مناقشة الافلام على هامش عرضها ظاهرة معرفية وثقافية صحية ومهمة وفرصة لتلاقح الافكار ومعرفة كيفية التفكير التي تاتي بعد فعل المشاهدة . مناقشة الافلام فرصة مباشرة بين المخرج ومن معه للاستماع الى المتفرج بل هو حق متبادل بين من يبدع وبين من يتلقى هذا الابداع .لكن ملاحظتي الاساسية من خلال هذه المناقاشات كونها وفي الجزء الاكبر منها تروم الاجابة عن السؤال الاعم التالي / ماذا قال الفيلم . ان سؤال ماذا قال الفيلم سؤال حدثي وقائعي لا يخلو من اهمية في افق طرح السؤال الثاني والاخر بل المكمل وهو كيف قال الفيلم قوله هذا . انه سؤال مهم من اللازم طرحه ولو بشكل مختزل ...في افق ان ندفع بمناقشة الى ماهو اعمق ونتعلم جميعا من بعضنا البعض وفق تحقيق الهدف الاسمى من كل مشاهدة فيلمية اي المتعة والاستمتاع بالمشاهدة في افق ان نطور امكاناتنا البصرية والثقافية والانسانية وهنا تصبح للصورة وظيفتها الجوهرية الحوارية . وقبل ختم ملاحظاتي المتواضعة حول طبيعة النقاش الذي يولد على هامش المشاهدة الاولى لابد من اعطاء الكلمة ضمن فريق العمل الخاص بكل فيلم ولو بشكل اختزالي عام لاهل التقنية في الفيلم (الصوت /الديكور /الملابس /الانارة /......) لانها فئة مهمة في الفيلم ومن الممكن ان تساهم وبقوة في تطوير النقاش . طنجة / د. الحبيب ناصري ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة