عاشت مدينة خريبكةالمغربية مؤخرا حدثا ثقافيا وفنيا متميزا من خلال احتضانها لفيلم ازوران /الجذور /بحضور مخرجه عز العرب العلوي المحرزي وقد كان هذا الحدث من تنظيم المصلحة الاجتماعية للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة وبتعاون مع جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بنفس المدينة .....لقد كانت هذه الامسية الفنية /النقدية متميزة بكل المقايس التنشيطية الهادفة الى تعميق صلة التواصل بين المغربي وانتاجاته الفنية والثقافية .... من هذا المنطلق تم التفكير في عرض هذا النوع من الافلام القصيرة خصوصا وانه فيلم يساهم في جعل المتفرج يطرح على نفسه العديد من الاسئلة ...كاسئلة وليدة مشاهدة هذا الفيلم القصير الذي توج بالعديد من الجوائز داخل وخارج ارض الوطن ....فيلم تميز بتوظيفات اخراجية عميقة ودالة ...فاذا كان لكل جنس ادبي و/او فني لغته الخاصة فان للغة السينما نحوها الخاص وبلاغتها الخاصة ....وهو ما استطاع ان يمسك به عز العرب العلوي في هذا الفيلم القصير الذي اختير كمادة للتدريس في بعض المعاهد السمعية البصرية ....ان فيلم ازوران/حوالي 22د/يمكن القول عنه انه فيلم مبني على لغة الحلم والبحث عن كيفية تحويل شعرية الالم الى شعرية الامل ....فان يستطيع مخرج ما ان يوصل هذا الكلام وبلغة السينما ودون حوار ...وبتوظيفات تتعلق بالفضاء والموسيقى ونظرات الشخوص ومكونات فنية اخرى كالالوان والديكور ولغة التصوف والماء ....معنى هذا ان صاحب الفيلم ينهض على مكونات نقدية /جمالية دالة وواعية بكيفية النحت بلغة السينما ...اي كيفية الكتابة بالصورة ككيفية تراهن على ضرورة المساهمة في خلخلة تمثلات المتلقي الذي الف نمطا واحدا في مشاهداته السينمائية البسيطة وغير المنتجة لمعرفة فيلمية ثانية مولودة من رحم المعرفة الفيلمية الاولى ...ان البحث عن كيفية التوليف بطريقة فنية دالة ...بين الاضداد في عمل فيلمي ما هو الا المعيار الجوهري الذي نقيس به قدرة المخرج على وعيه في ان يولد عملا فنيا قادرا على البقاء الزمني وقادرا على ان يقدم نفسه للمتلقي من اجل ان يستمتع به دون ملل ...بل قادرا ان يجدد متعته كلما اتيحت له فرصة المشاهدة ...من هذا المنطلق يمكن القول ان الجهات المنظمة لهذه الامسية الفنية /النقدية قد حققت رهان المساهمة في تحقيق فرجة ممتعة للحضور المكثف والمتنوع والذي بقي يناقش ويقرا ما ورد في فيلم ازورن الى حدود متاخرة من الليل....وقد تعمقت هذه الامسية الفنية بمداخلات نقدية عميقة ودالة وقد كانت من توقيع النقاد والمهتمين والباحثين الاتية اسماؤهم عز الدين الوافي والحبيب ناصري وبوشعيب المسعودي وفطيمة اغودان وحسن مجتهد ...وقد تطورت مستويات هذه القراءات حينما تدخل العديد من النقاد والباحثين والمهتمين والاعلامين والاساتذة الذين اغنوا هذه الجلسة التي تكسرت فيها رتابة متكلم ومستمع بل اصبح الكل متكلما والكل مستمعا وذاب فيها صوت المخرج ضمن اصوات الحاضرين ضمن رؤية كرنفالية جميلة ...ما كان من الممكن تحقيقها لولا تلك الجمالية الممتعة التي خلفتها مشاهدة ازوران ليسدل الستار على هذا النشاط الجميل والدال والذي كان من احتضان المصلحة الاجتماعية للمجمع الشريف للفوسفاط وبتعاون وتنسيق مع جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي الذي اسست في شهر شتنبر الماضي والتي ارادت ان تساهم بجانب بقية الجمعيات الموجودة بالمدينة من اجل خلق فضاءات اوسع للتعبير الفني والثقافي . د.الحبيب ناصري ''الفوانيس السينمائية''