خريبكة: أحمد العيادي ودعت مساء يوم السبت 26 يوليوز 2008 فعاليات مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة في دورته الحادية عشرة العاصمة العالمية للفوسفاط أثناء حفل اختتامي نظم بالمركب الثقافي بالمدينة على أمل تحقيق ما تم الإعلان عنه في حفل الافتتاح من طرف بعض المسؤولين في الدورة المقبلة للمهرجان الذي يتمنى الجمهور الخريبكي ضرورة إعادة النظر في توقيته... وقد عاشت هذه الدورة التي عرفت تراجعا ملحوظا للمهرجان مخاضا عسيرا وتحمل الساهرون على تنظيمها معاناة متعددة تؤكد بصدق العزم والرغبة في استمرارية هذا الحدث القاري والذي حظي بالرعاية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار تجسيد الروابط المتينة بين دول القارة السمراء والمملكة المغربية، بالإضافة الى ترسيخ وشائج الصداقة والتآخي والتعاون الثقافي والفني والإبداعي بين شعوبها والذي تترجمه العاصمة العالمية للفوسفاط «خريبكة» من خلال احتضانها لمهرجان السينما الافريقية. وأمام حضور وازن لجمهور المدينة وعدد من الفعاليات والضيوف تم تكريم المخرج المغربي «مومن السميحي» صاحب فيلم «العايل» ونال جائزة المهرجان، وللإشارة فقد سبق أن تم تكريم كل من المخرج المصري الراحل عاطف الطيب صاحب أفلام «الهروب» ، «البري» و «سواق الاتوبيس» والمخرج السينغالي الراحل عصمان سامبين الذي تحمل الجائزة الكبرى للمهرجان اسمه ومن أفلامه «مولادي» الذي تم عرضه خلال الحفل الافتتاحي. وفي لحظة صمت وانتظار وحماس وقف أمام «الميكروفون» المخرج البوركينابي إدريسا ودراوكو رئيس لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها المؤلف والمنتج السينغالي أما دوديالو والسينمائية التونسية عاطف كاهن، والباحثة والكاتبة في علم الانتربولوجيا ياسمين الشامي والمنتج والمخرج محمد الدرقاوي والصحافي والناقد حسن نرايس من (المغرب) ثم المخرجة والأستاذة المحاضرة الجزائرية نادية شرابي، وكان من الصعب على لجنة التحكيم أن تختار عملا واحدا تصب فيه كل الأفكار والاقتراحات نظرا للتقارب الحاصل بين جل الأفلام، ومع ذلك فقد كانت جائزة السينفليا المغربية ل «دون كيشوط» وجائزة أحسن سيناريو من نصيب المخرج المغربي داود اولاد السيد في فيلم «في انتظار بازوليني» وعادت جائزة التحكيم للمخرج التشادي سيرج عيسى عن فيلم «مدينة تارتينا» أما جائزة أحسن صورة فقد نالها المخرج المغربي حسن بنجلون عن فيلم «فين ماشي يا موشي» وفاز المخرج نوري بوزيد بجائزة أحسن توظيب في فيلم «آخر فيلم» أما جائزة أحسن دور رجالي فكانت من نصيب الممثل المصري خالد زكي عن فيلم «طباخ الرئيس» فيما عادت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة ساندرة سيوبيكة من بوركينا فاصو عن فيلم «دجانتا» أما الجائزة الكبرى للمهرجان فقد فاز بها فيلم «ستمطر فوق كوناكري» للمخرج شيخ فانتا مادي من غينيا. هذا وقد عرفت الدورة الحادية عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة مجموعة من الأنشطة الموازية من قبيل توقيع مجموعة من الإصدارات السيمائية وأخرى محلية وندوة مفتوحة حول موضوع «درس في السينما» أطرها المخرج البوركينابي ادريسا ودراوكو، ونظمت كذلك ثلاث ورشات الأولى في السيناريو ليوسف أيت همو والثانية حول المونتاج الرقمي للطيفة نمير والثالثة حول القراءة الفيلمية لضمير اليقوتي، كما تم القيام بزيارات استطلاعية وقف من خلالها ممثلو دول القارة الإفريقية على ما تختزله مدينة خريبكة من خيرات منجمية ومجالية طبيعية هائلة من خلال المتاحف والمنشآت المنجمية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الذي حظي بالرئاسة الشرفية للمهرجان. واختتم الحفل بمتابعة وقائع لفيلم بعنوان «العايل» للمحتفى به المخرج المغربي مومن السميحي.