احتضنت قاعة سينما روكسي بطنجة شمال المغرب مساء أمس الخميس 12 يناير الجاري افتتاح فعاليات الدورة الثالثة عشر من المهرجان الوطني للفيلم , و التي تمتد إلى غاية 21 من نفس الشهر. و عرف هذا الحفل الذي حضره كل من مصطفي الخلفي وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة و نور الدين الصابل مدير المركزالسينمائي المغربي , و كل من محمد حصاد والي جهة طنجة تطوان و عمدة مدينة طنجة فؤاد العماري بالإضافة إلى عدد من السينمائيين والفنانين والنقاد المغاربة عرف تكريم ثلاث وجوه سينمائية مخضرمة و يتعلق الأمر بكل من الممثل صلاح الدين بنموسى و المخرجين مصطقى الدرقاوي و عبد الله المصباحي صاحب رائعة القدس باب المغاربة . وفي تصريح مطول لوسائل الإعلام المغربية منها أون مغاربية عقب اختتام مراسيم الحفل الافتتاحي للمهرجان أوضح مصطفى الخلفي أن "هذه الدورة هي محطة للتامل والوقوف من أجل استشراف مرحلة جديدة من تاريخ السينما المغربية " مضيفا : "الان السينما المغربية مدعوة للانتقال من مرحلة الكم الى مرحلة الكيف من خلال الاشتغال على المضمون وعلى الجودة وعلى التنافسية ليس فقط على المستوى المحلي وإنما الإفريقي والعربي والإسلامي والمتوسطي. » وأعلن الخلفي الذي كان ملاحقا بعدسات الصحفيين منذ وصوله إلي مدخل سينما روكسي :"السينما المغربية اليوم لايمكنها أن تتطور بدون تمثل ثلاثة قيم وهي الحرية والمسؤولية والإبداع وهذه قيم أساسية بالنسبة إلينا . وهذه مطالبة بأن تواكب السينما المغربية التحولات السياسية والثقافية التي يعرفها المغرب بأن تكون رافعة للنهوض بمقومات ومكونات الهوية المغربية . فالدستور الحالي الجديد أقر مبدأ التنوع في مكونات الهوية وضرورة النهوض بها في بعدها العربي والإسلامي والأمازيغي والحساني وهذه ابعاد مفصلية واساسية والسينما مدعوة لأن تساهم بدورها في أن تكون مرآة للهوية المغربية . » ولم يخفي الخلفي وزير الاتصال الجديد الذي يحضر أول فعالية وطنية منذ تنصيبه تطلعاته للسينما المنشودة بالقول « نحن بحاجة إلى سينما عندما يشاهدها المغاربة ينبغي أن يحسوا وكأنهم يشاهدوا أنفسهم وأن تجسد تطلعاتهم فهي أداة أساسية لإحداث نهضة جديدة للأمة المغربية. » وعلى مستوى الاستراتيجية السينمائية أوضح مصطفى الخلفي في رد على سؤال لأون مغاربية على الآلية التشريعية السينمائية : « نحن بحاجة إلى تقوية الفعل السينمائي بالمغرب من خلال أن نكون في خدمة فناني وسينمائيي هذا البلد وأن يتأسس ذلك على معايير واضحة والحكامة الجيدة في الدعم . فالمغرب بحاجة إلى استراتيجية سينمائية وطنية لها أبعاد تشريعية من خلال تطوير وتحديث الآلية التنظيمية فمثلا الآن على مستوى سياسة المهرجانات فالمغرب يتوفر على أزيد من 50 مهرجان بأزيد من 53 مدينة مغربية وحضور عالمي بأزيد من 80 مهرجان ، ولذلك فنحن على مستوى سياسة المهرجانات نرى أنه ينبغي أن يؤطر بدفاتر تحملات واضحة وشفافة وتتيح مضاعفة الدعم المخصص للسينما لأنها صناعة المستقبل وأي شعب لا يتوفر على سينما قوية لامكان له في المستقبل. مضيفا : « وبالإضافة إلى البعد التشريعي هناك البعد التكويني الفني من خلال مشروع إطلاق معهد المهن السينمائية بالرباط ، وأيضا على مستوى الإنتاج نحن بحاجة إلى دفعة حقيقية تلامس مختلف حلقات الإنتاج السينمائي وهذا تحدي مطروح يقتضي منا أن نعمل على تثمين الرصيد الموجود بالمغرب من مبدعين شباب . فهذا القطاع بحاجة إلى تصور يؤسس إلى نهضة سينمائية حقيقية ذات أبعاد متعددة. » من جانبه أوضح محمد باكريم مسؤول التواصل بالمركز السينمائي المغربي في تصريح خاص لأون مغاربية أن هذه الدورة: "لها خصوصية مهمة لأنها من جانب ترسخ مكاسب الدورات السابقة من حيث التنظيم وعدد الأفلام المشاركة ومن جانب آخر تتميز بتواجد الفيلسوف الفرنسي ادجار موران وهو شخصية مرموقة على المستوى العالمي وهذا مكسب للسينما المغربية بشكل خاص والمغاربة عموما " ويضيف باكريم : "أن هذه الدورة تميزت أيضا بعرض لأول مرة النسخة المرممة للفيلم رحلة إلى القمر للمخرج جورج ميليس , هذا الفيلم النادر يعود إنتاجه إلى سنة 1902 , إذ يعد من بين معجزات السينما في ذاك الوقت”. يجدر الإشارة أن المسابقة الرسمية ستنطلق اليوم الجمعة بقاعة السينما روكسي , هذه المسابقة التي يشرف على رئاسة لجنة تحكيم الفيلم الطويل فيها الفيلسوف الفرنسي ادجار موران الذي سيلقي درسا في نفس اليوم بفندق شالا بعنوان " حول السينما " , أما بالنسبة للفيلم القصير فيشرف عليه المخرج الافواري فاديكا كرامو لانسيني صاحب فيلم نهاية سباق . شاهد صور حفل الافتتاح عدسة عادل اقليعي خاص لأون مغاربية: