في بيان له نشر عبر وسائل الإعلام التونسيّة أعلن الحزب الوطني الحرّ بقيادة رجل الأعمال سليم الرياحي أنّه لا سبيل إلى إعادة إنتاج خطاب النظام البائد الذي اعتمد على التسويف، كما أكّد على أنّ شعار "لا أحد يملك العصا السحريّة" شعار كاذب، جاء ذلك في سياق ردّ "الحزب" على هدنة الستة أشهر التي طالب بها الرئيس التونسي الدكتور المنصف المرزوقي ثم تطرّق البيان إلى كلمة "السافرات" التي وردت في الخطاب الأول لرئيس الجمهوريّة والتي يبدو أنّ لا السيّد سليم الرياحي ولا "الحداثيّين" الذين استفزتهم العبارة قد فهموا معناها اللغوي والاصطلاحي وذلك بحكم خلفيّتهم الفرنكفونيّة التي أتت على لغتهم العربيّة ولم تُبقِ لهم إلا هامشا يسيرا من الدارجة يصرّفون به شؤون يومهم ويدبّرون به علاقتهم المترهلة مع الشعب التونسي العربي المسلم، ولو جنّبوا أنفسهم عناء اللغط والكلمات النابية التي أمطروا بها رئيس جمهوريّة منتخب وهو في ساعات حكمه الأولى ولم نسمع بعشرها طيلة الثلاث والعشرون سنة التي اغتصب فيها المخلوع إرادتهم، ولو كلّفوا أنفسهم مشقة إلقاء لمحة في أحد المعاجم العربيّة لوجدوا أنّ سفور المرأة هو تركها للحجاب والتخلي عنه والغالب على المعنى أنّ كل امرأة كاشفة لوجهها هي سافرة ويقال "أسفرت فلانة عن وجهها ، بمعنى كشفته"، غير أنّ الأمر لا يتعلق بغياب لمعلومة وإنّما باصطياد للذرائع. ليس هذا كل ما لدى سليم الرياحي فرئيس الحزب الفاحش الثراء المتحصّل على مقعد وحيد في التأسيسي كان قد توعّد النهضة قبيل الإنتخابات بأيام وأعلن أنّه سيلاحقها في الشوارع كما لاحقها في القرى والمدن ويُلحق بها شرّ هزيمة، ولم يُخلف الرجل كل وعده فقد سحب من الحركة مقعدا ثمينا تركها معلقة في الرقم 89 ترى التسعين ولا تدركها، وقد أكّد الرياحي الذي قدم إلى العمل السّياسي ذات ربيع من سنة 2011 في محض بيانه " أنّ الاتحاد الوطني الحرّ الذي يفاخر بأنّ شعار "توّة" كان ترجمة لإرادة الشروع في إنجاز فوري للإصلاح ليس عزيزا على تونس وشعبها لتحفيز الهمم وشحذ العزائم ووضع حجر الأساس لمشاريع تنمية يملك أدواتها تصوّرا وإنجازا.." ، بعيدا عن تكذيب الرجل ومن باب طلب المعلومة فهلاّ دلّنا السيد سليم كيف أنّ التحالف بتاريخه ونضاله وشهدائه معزز بقوة قوامها ما يناهز 160 عضوا في التأسيسي لا يمكنهم تطبيق شعار "توّة" فكيف سيحققه واحد قادم لتوّه إلى عوالم السّياسة بواحد يتيم " مقعد" مشكوك في مصادره؟