رئيس مجلس النواب يشارك في اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية بفيتنام    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    مجلس المنافسة يكشف ربح الشركات في المغرب عن كل لتر تبيعه من الوقود    الدفاع الجديدي ينفصل عن المدرب    توقيع اتفاق لإنجاز ميناء أكادير الجاف    اليوبي يؤكد انتقال داء "بوحمرون" إلى وباء    جماهري يكتب: نحن وترامب... ونظرية "القدر الأمريكي العظيم".! (1)    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    تواصل الرفض النقابي لمشروع قانون الإضراب.. مطالب بوقف هضم الحقوق واستباق التوترات    تركيا.. ارتفاع ضحايا حريق بمنتجع كارطالكايا إلى 66 قتيلا    مجلس المنافسة: شركات المحروقات تحقق ربحا إضافيا يصل إلى 1.59 درهم عن بيع كل لتر من الغازوال    حريق بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط دون خسائر بشرية    أنشيلوتي ينفي خبر مغادرته ريال مدريد في نهاية الموسم    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    هل بسبب تصريحاته حول الجيش الملكي؟.. تأجيل حفل فرقة "هوبا هوبا سبيريت" لأجل غير مسمى    المجلس الحكومي يتدارس مشروع قانون يتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة    عائدات السياحة في المغرب من العملة الصعبة تتجاوز 110 ملايير درهم في 2024    أخنوش يفتتح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بأكادير    الدريوش: سعر السردين لا ينبغي أن يتجاوز 17 إلى 20 درهما كحد أقصى خلال فترة الراحة البيولوجية    المبادلات التجارية بين المغرب والبرازيل تبلغ 2,77 مليار دولار في 2024    موجة البرد: تعبئة وتدابير استباقية تستهدف ساكنة 13 دوارا بإقليم تاوريرت    ندوة بالدارالبيضاء حول الإرث العلمي والفكر الإصلاحي للعلامة المؤرخ محمد ابن الموقت المراكشي    الغازوال والبنزين.. انخفاض رقم المعاملات إلى 20,16 مليار درهم في الربع الثالث من 2024    شباب الريف الحسيمي يعيد الأشهبي لعارضته الفنية متأملا الصعود للقسم الوطني الأول    مطالب برلمانية بتقييم حصيلة برنامج التخفيف من آثار الجفاف الذي كلف 20 مليار درهم    تشيكيا تستقبل رماد الكاتب الشهير الراحل "ميلان كونديرا"    تركيا تعلن 66 قتيلا في احتراق فندق    انفجار في ميناء برشلونة يسفر عن وفاة وإصابة خطيرة    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    تداولات الإفتتاح ببورصة البيضاء    العمراني : المغرب يؤكد عزمه تعزيز التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تنصيب ترامب    ترامب يوقع أمرا ينص على انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية    بلقشور يكشف عن أزمات الأندية المغربية وخطط العصبة لتطوير كرة القدم الوطنية    إيلون ماسك يثير جدلا واسعا بتأدية "تحية هتلر" في حفل تنصيب ترامب    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    وزراء الحكومة يفرجون عن جميع "تفويضات كتاب الدولة" بعد طول انتظار    "حماس" تستعد لمبادلة 4 إسرائيليات    المغرب يدعو إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    ترامب: "لست واثقا" من إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    توقيف 4 أشخاص للاشتباه في تورطهم في حيازة والاتجار في مسكر ماء الحياة بآيت ملول    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    توقيف البطولة إلى غاية إجراء مؤجلات الجيش الملكي والرجاء البيضاوي ونهضة بركان    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    مباحثات بين الرباط وإسلام أباد لتعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين    دوري أبطال أوروبا.. مواجهات نارية تقترب من الحسم    ياسين بونو يتوج بجائزة أفضل تصد في الدوري السعودي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المغرب يطالب باحترام هدنة غزة    الحكومة تعلن عزمها توظيف 1840 عونا إداريا ناطقا بالأمازيغية هذا العام    القارة العجوز ديموغرافيا ، هل تنتقل إلى العجز الحضاري مع رئاسة ترامب لأمريكا … ؟    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. 116 وفاة و25 ألف إصابة ودعوات لتحرك عاجل    دراسة: التمارين الهوائية قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    









ارفع رأسك فأنت عربي
نشر في هسبريس يوم 15 - 02 - 2011

نصف دقيقة كانت كافية لنهاية ثلاثين سنة من حكم الدكتاتور حسني مبارك.. نصف دقيقة التي استغرقها خطاب عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع، للإعلان عن تخلي مبارك عن الحكم، كانت كافية لطي صفحة وفتح أخرى جديدة في تاريخ مصر الحديثة. لم يجرؤ مبارك على المجيء أمام الكاميرا ليعلن تنحيه عن السلطة وتسليم البلاد إلى الجيش الذي ظل على الحياد طيلة 18 يوما من عمر الثورة.

عناد مبارك تكسر فوق صخرة الثورة، لكن الحدث الأبرز هنا ليس خروج الرئيس المصري من الحكم.. الحدث الأكثر أهمية هو دخول الشباب إلى ميدان الفعل السياسي حاملا شعار: «الشعب يريد»... لقد اختفت، لعقود طويلة، إرادة المواطن العربي في اختيار من يحكمه، وأصبحت جمهورياته ومملكاته وإماراته ضيعات تحت تصرف الحاكم وأسرته وبطانته، بلا قيد، ولا شرط، ولا حساب، ولا عقاب، ولا مؤسسات، ولا برلمان، حيث يدير صاحب الضيعة شؤونها بما يخدم مصالحه وينمي ثروته، ويعمق جذور حكمه. طوال السنة يتابع المواطن العربي، مقهورا حزينا، أخبار الديمقراطيات حول العالم وهي تغير رؤساءها، وتنتخب برلمانييها، وتحاكم ساستها، وتطور اقتصادها، وتخدم شعبها، أما هو فيتفرج على كل هذا في التلفزة. لم يكن أحد يتصور أن هذا الشعب العربي سينتقل من سماع أخبار الديمقراطية إلى صناعة أخبار الثورة... المصريون فعلوها والتونسيون أشعلوها، وهناك آخرون، في الجزائر والأردن وسوريا وإيران، يريدون تقليدها.. إنه وباء حميد ينتشر بسرعة في الجسم العربي الذي ظن العالم أنه مات وما عادت الحياة ترجى منه.

عمر سيلمان، نائب الرئيس المخلوع ورجل المخابرات العتيق، قال، 48 ساعة قبل انهيار مبارك، إن مصر غير مستعدة للديمقراطية. لم يقتنع بأن المصريين يستحقون الديمقراطية حتى وهم ينزلون بالملايين إلى الشارع وصدورهم عارية أمام الدبابات. عقل سليمان، ومن على شاكلته في العالم العربي، لا يستوعب هذه الحقيقة لأنه ولد ونشأ وتربى على الدكتاتورية، فرئيسه، قال في حوار مع قناة «أ.بي.سي» الأمريكية: «إنني أريد التنحي لكنني خائف من سقوط البلاد في يد الإسلاميين». لم تسأله الصحفية الأمريكية السؤال المحرج الآتي: سيادة الرئيس، كيف تقول هذا الكلام وأنتم أجريتم انتخابات تشريعية قبل شهرين لم يفز فيها الإسلاميون بأي مقعد في البرلمان البالع عدد برلمانييه 350 عضوا، فإما أن الانتخابات كانت مزورة والإسلاميون لهم وزن كبير لم يعط لهم مقابله في مقاعد البرلمان، وإما أن كلامك عن سقوط البلاد في يد «الوحش الأصولي» كلام غير صحيح، والعرض منه إثارة مخاوف الغرب ليعطيك شيكا على بياض لاستمرار حكمك السلطوي.

يوم الجمعة الماضي كان حفل العقيقة الثاني للثورة العربية بعد الحفل الأول لثورة الياسمين في تونس. لقد خرج الناس في أكثر من عاصمة عربية احتفالا وابتهاجا بهذا المولود الجديد في البيت العربي الذي أدمن، لعقود طويلة، الأحزان والكآبة ومسلسلات الرعب التي خلقتها هذه الأنظمة في نفوس الشعوب. الآن هناك لحظة فارقة في حياة المصريين والعرب عموما.. إنها عمليات العبور من الهدم إلى البناء، ومن الثورة إلى الديمقراطية، ومن نظام فاسد إلى آخر راشد. العملية مازالت جارية ومخاوف كبيرة تحوم حولها، لكن الوعي الذي ظهر وسط شباب التحرير يعد بالكثير، والثورات الصغيرة الجارية الآن في مؤسسات الدولة وفي الإعلام المصري وفي المجتمع المدني لمعاقبة أتباع نظام مبارك وأزلامه توضح إلى أي حد تستطيع مصر أن تغير ملابسها، وإلى أي حد يتشبث المصري اليوم بالديمقراطية والدولة المدنية والدستور الحر والمجتمع المفتوح والإرادة الحرة. لا توجد ورقة تأمين يمكن للحكام العرب أن يضعوها في جيوبهم ضد هذا الوباء الجديد، لكن هناك مضادا حيويا لهذه الثورة التي تطرق كل الأبواب، وهذا المضاد الحيوي هو الشروع الآن في تخفيف وزن السلطوية العربية، واعتماد حمية ديمقراطية صارمة، وإبعاد المال عن السلطة، وقص أجنحة الفساد، وإطلاق صناديق انتخابات حرة وشفافة.. هذه هي الوصفة، وغير ذلك تخدير يهدد حياة الجميع.

* صحفي مدير نشر "أخبار اليوم" المغربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.