دعا رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي الدكتور حبيب الناصري الجهات المعنية بمدينة خريبكة والإقليم إلى دعم المهرجان الذي بلغ دورته الثالثة، والذي يقام من 26 إلى 29 من شهر أكتوبر الجاري. وتأسف الدكتور الناصري في هذا الحوار، لمحدودية الإمكانات المالية للمهرجان، وان كل الإمكانيات المالية المحصل عليها هي من الرباط والبيضاء، مبرزا أن الجمعية تعبت من دق الأبواب، و"نحن ننتمي إلى العهد الجديد بكل رمزيته التي نريد أن ننخرط فيها من موقع ثقافي فني فكري". وكشف عن أن ميزانية المهرجان لهذا العام لا تتجاوز 165 ألف درهم تقريبا، يساهم فيها المركز السينمائي المغربي بأكثر من النصف، مؤكدا انه يقدم هذا الرقم لكي يعرف الجميع وبشكل شفاف جدا هذه المعطيات المالية، لأن البعض يعتقد توفر الجمعية على مالية كبرى. كما أضاف أن جمعية المهرجان ربما ستدخل كتاب غينيس لتحطيم الأرقام القياسية من خلال ميزانية مالية محدودة ومهرجان دولي من هذا الحجم، تساعده فقط "بركة الأولياء والصالحين". وحول اختيار ايطاليا ضيف شرف الدورة التي تشارك فيها 11 دولة أوضح أن، انه بلد معروف سينمائيا على جميع الواجهات، ثم لا ننسى علاقة المدينة بهذا البلد، كما أن ظاهرة الهجرة متجذرة جدا بمدينة خريبكة التي تعد اكبر مدينة سكانها من الجالية المغربية المقيمة بأوربا، وبخاصة ايطاليا. هذه الأمور وأخرى يكشف عنها ل"أون مغاربية" رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي الدكتور حبيب الناصري في حوار مع الزميل مصطفى الصوفي. أين وصلت آخر الترتيبات لاستقبال ضيوف الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة؟. الاستعدادات جارية، من خلال البحث عن كافة الوسائل لجعل ضيوفنا في راحة مقبولة، ترتيبات إدارية وتنظيمية ومادية، نحن بصدد الاشتغال عليها، لابد من توجيه الشكر للمركز السينمائي المغربي وللمجمع الشريف للفوسفاط، وللمركز الثقافي الايطالي وللمعهد الوطني للتهيئة والتعمير، ولكل الذين لازالوا لم يلتحقوا بنا، من أجل مساعدتنا، لأن إمكانيتنا المالية محدودة جدا، نصف الدعم المحصل عليه نقدمه للحصول على تذاكر المخرجين وهذه السنة تم اختيار 11 دولة، ناهيك عن بقية الالتزامات الأخرى، التي ينبغي أن تكون في مستوى الكرم المغربي، لأننا أمام محك حقيقي يتعلق بصورة المغرب الجديدة، فهل من مصغ وهل من مدعم على مستوى المدينة، حيث لم نتوصل بأي دعم من الجهات المسؤولة عن المدينة، لا ننكر بعض الخدمات اللوجيستيكية فقط، ولا ندري أبدا تصور المسؤولين بهذه المدينة كل الإمكانيات المالية المحصل عليها هي من الرباط والبيضاء، كللنا من دق الأبواب، ونحن ننتمي إلى العهد الجديد بكل رمزيته التي نريد أن ننخرط فيها من موقع ثقافي فني فكري، من أجل المشاركة فيما يمكن تسميته بدبلوماسية الثقافة بشكل عام ودبلوماسية الفن بشكل خاص، نتمنى أن تفتح أبواب هذه المدينة في وجه هذا المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي ونحن على أيام معدودة جدا، من قص الشريط الثالث للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي من 26 إلى 29 أكتوبر الجاري. ايطاليا ضيف شرف الدورة، ما الذي سيميز الدورة تكريما لايطاليا كبلد متوسطي صديق له شهرة سينمائية راقية؟. بعد فلسطين وسوريا ننتقل إلى بلد أوربي، وهو إيطاليا لاعتبارات فنية وثقافية واجتماعية الخ، فإيطاليا بلد معروف سينمائيا على جميع الواجهات، ثم لا ننسى علاقة المدينة بهذا البلد، فظاهرة الهجرة متجذرة جدا هنا بهذه المدينة، الهجرة بنوعيها القانونية والسرية، وندوتنا ستكون في هذا الموضوع" أي صورة الهجرة في الفيلم الوثائقي"، وهنا نشكر المعهد الثقافي الايطالي الذي تعاون معنا من اجل تخصيص هذه الدورة لايطاليا، سواء من حيث فيلم الافتتاح، أو ربط الاتصال ببعض المخرجين الايطاليين، أو تحمل مصاريف مخرجة ايطالية ستشارك في لجنة التحكيم وبعض الفقرات الأخرى من المهرجان. ما قيمة المشاركة الدولية والعربية والمغربية في المهرجان؟. 11 دولة هو العدد المشارك هذه السنة والدول هي فرنسا وايطاليا وأمريكا وألمانيا واسبانيا والمغرب ومصر وتونس والجزائر وفلسطين وبلجيكا. لقد تم اختيار هذه الدول، مع العلم أن طلبات المشاركة كانت من دول عديدة جدا ولكن محدودية الإمكانات المالية، تحكمت في هذا العدد مع العلم أننا وفرنا كل تذاكر المخرجين الذين سيمثلون بلدانهم، لكننا دوما سنعيش على أمل تطوير عدد ايام المهرجان فهذه السنة، أضفنا يوما واحدا وحلمنا أن نصل إلى أسبوع كامل لتنويع أنشطة المهرجان لان بلدنا في أمس الحاجة إلى هذا النوع من المهرجانات السينمائية الوثائقية. فتجربتنا وبكل صدق وحدها في وطننا العزيز. ربما سندخل كتاب غينيس لتحطيم الأرقام القياسية من خلال ميزانية مالية محدودة ومهرجان دولي من هذا الحجم ربما بركة" العامريات" معنا" نسبة إلى مزار سبع نساء عراقيات مباركات دفنن في المنطقة،. وربما أن العديد من الأعباء والخدمات والتنظيمات المؤدى عنها نؤديها نحن بأنفسنا في المهرجان. المهم أننا ساهمنا في التعريف ببلدنا المغرب من هذه الزاوية. ونحن سعداء بهذا. ما طبيعة واقع المهرجان من الناحية المالية الحالية لأننا نعرف أن إمكانياتكم المالية محدودة جدا؟. بكل صدق طموحنا كبير لو كانت لدينا الإمكانيات لجعلنا من المهرجان ستة أيام، ولأضفنا فقرات نوعية للمهرجان، نحن ميزانيتنا وأقولها هنا لا تتجاوز 165 ألف درهم تقريبا، وأقدم هذا الرقم لكي يعرف الجميع وبشكل شفاف جدا هذه المعطيات المالية، لأن البعض واهم ويعتقد أننا نتوفر على مالية كبرى، أكثر من نصف هذه الميزانية من دعم المركز السينمائي المغربي.ولكن نشتغل ونقدم خدمات متنوعة للمدينة ولوطننا العزيز، ونتمنى صادقين أن تكون جهات أخرى حاضرة معنا ماليا، إن أرادت وطلبنا منها تقديم خدمات للمهرجان وليس دعما ماليا كتحمل بعض مصاريف الإقامة أو التغذية أو تقديم جوائز مالية الخ، نحن ننتظر ردها والمهرجان على الأبواب، نتمنى أن تكون هذه الجهات عند حسن ظننا ونشتغل بشكل جماعي لما فيه خير المدينة والمغرب وطبيعة تحولات بلدنا نحو مغرب حداثي مؤمن بدور الثقافة كرافعة للتنمية، ووجهة نظري كل مشروع لا يبنى على فعل ثقافي، فمصيره من الناحية العلمية البحثية، التوقف. ما أهمية المهرجان في المساهمة في إثراء الخطاب التوثيقي، والسينمائي في صناعة التاريخ العالمي بشكل عام؟. السينما بدأت وثائقية، وهي اليوم تشهد في العالم وخصوصا الدول المتقدمة عودة قوية نحو الوثائقي، دورنا أن نعرف بقيمة الفيلم الوثائقي، لكي يكون أداة من أدوات المثاقفة، والحوار والتعايش واقتسام حلم العالم، نحن نعيش في عولمة أقولها وأكررها، هي مفضية إلى تطاحنات سياسية واقتصادية ذات طبيعة غولية، الفيلم الوثائقي أداة من أدوات فضح هذه العولمة المبنية على منطق الربح، عولمة تحكمها الشركات الكبرى التي تصنع الخريطة السياسية العالمية وفق أهوائها، مهرجاننا هو فضاء لتقاسم ما هو أجمل في هذه الحياة، فالمخرجون هم فئة نيرة في المجتمعات البشرية ينبهون أهل السياسة إلى مكامن الغلط ويحثونهم بطريقة ثقافية إلى ما هو أفضل في هذا العالم إلى الأجمل، وليس إلى الأقبح، المهرجان كان فرصة لتقاسم العديد من التجارب والمشاريع، على الأقل فيلمان صورا والسبب هو المهرجان أذكر تصوير قناة الجزيرة الوثائقية لفيلم وثائقي من توقيع عبد العزيز العطار حول المقاومة المغربية من خلال المقاومة الحاجة خدوج السليماني الملقبة ب"جندارك" المغرب، والسبب هو مهرجاننا، وتحقيق تعاون سينمائي وثائقي بين المغرب وفلسطين وهذا العبد الضعيف هو من كتب فكرة/عمل فيلم مضيف الشهداء الذي صور بفلسطين، ولا ننسى هنا دور المغرب في دعم القضية الفلسطينية بشكل رسمي وشعبي. إذن المهرجان له بصمة رمزية وجميلة نريدها أن تنمو بشكل أجمل. تقدم إلى المهرجان نحو 72 فيلما من مختلف بقاع العالم، وتم اختيار فقط 11 دولة للمشاركة في المسابقة الرسمية، كيف تفسر هذا الإقبال على المشاركة رغم أن المهرجان ما يزال حديثا؟. صحيح هناك إقبال مهم على المهرجان، لأننا وظفنا كل إمكانياتنا من اجل التعريف به، إعلاميا وثقافيا وإنسانيا، لدينا علاقات ولله الحمد الآن مع العديد من المخرجين، ركب، أو اكتب كلمتي خريبكة ووثائقي في غوغل، وستجد ولله الحمد مقالات وتغطيات متعددة حول مهرجاننا وبمختلف لغات العالم. أو لا نستحق أن ندعم من طرف الجهات المسؤولة عن المدينة؟، فالذين يدعموننا مشكورين من خارج المدينة وفي مقدمتهم المركز السينمائي كمدعم أساسي لنا يعرف جيدا قيمة ما نقوم به من جهد لفائدة وطننا العزيز ولرمزيته التاريخية والاجتماعية والوطنية والثقافية. أملنا أن يتدارك الجميع ضرورة الدعم المالي للمهرجان، ونحن لا ننكر الخدمات المتميزة اللوجيستيكية والأمنية المتميزة التي تقدم لنا طيلة المهرجان ، ولكننا نسعى إلى تطوير المهرجان ولا تطوير بدون دعم مالي في حدود الإمكان لان طلباتنا ليست كبيرة بل نحن فقط نريد أن نكرم جيدا ضيوفنا وبلدنا معروف بالكرم. مهرجاننا له قيمة رمزية تعكس طبيعة حرية التعبير والتنظيم في بلدنا لا احد وبكل صدق يتدخل في اختياراتنا، نفكر ونشتغل على مدار السنة، طموحاتنا كبيرة مرة أخرى واعرف أن الزمن سيؤكد صدق عملنا ونبل حهدنا وجمالية تيماتنا وأهمية الصورة والثقافة ككل في محاربة العنف والتطرف والحق في حياة مبنية على حلم جميل كل المهرجانات الدولية في العالم بدأت صغيرة وهي اليوم كبنية، المهم أننا نشعر بالاعتزاز لأننا عوض لعن الظلام فها نحن نشعل شمعة جميلة في بلد العامريات وسنشرح لضيوفنا العرب والأجانب من هن العامريات. يعقد المهرجان عددا من الأنشطة المهمة أبرزها ندوة دولية حول الهجرة في الفيلم الوثائقي، ما قيمة الندوة والهجرة كفعل إنساني في إزدهار السينما بشكل عام؟. ندوة المهرجان جد مهمة لأننا إن شاء الله سنقوم بطبعها وإصدارها ككتاب لمساعدة الطلبة والباحثين والإعلاميين والمهتمين ككل، من اجل تقاسم لحظات تفكيرية حول تيمة الهجرة في الفيلم الوثائقي بمشاركة باحثين من داخل وخارج المغرب، الهجرة ظاهرة إنسانية والعالم لا يحلو له عيش خارج الهجرة ومهمتنا جميعا البحث في كيفية تحويل الهجرة إلى فعل إنساني وثقافي واجتماعي خصب لا كأداة للقهر الإنساني وترسيخ التمثلات الخاطئة واستغلال الهجرة كرقم سياسي أو كورقة انتخابوية، راكمنا مجموعة من التجارب في الندوات الفكرية وهي فقرة مضيئة جدا في المهرجان. يحتضن المهرجان أيضا أنشطة ثقافية وفنية وتربوية واجتماعية، كيف تساهم السينما في خلق نوع من التواصل والحركية والنشاط التنموي في علاقتها بباقي الأشكال الإبداعية والتنموية؟. المهرجان هو فرصة جميلة للتلاقح الثقافي والفكري والتربوي ومجموعة من الأنشطة ننجزها هنا في بعض المؤسسات التربوية والتكوينية وكل فقرات المهرجان هي رهن إشارة بقية المؤسسات الجامعية والتكوينية بخريبكة لان المهرجان يسير بإمكانيات مالية من المال العام وللجميع الحق في الاستفادة من خدماته في حدود ما نتوفر عليه من امكانيات وجهد بشري وهنا احيي أصدقائي في المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي على جهدهم وتطوعهم ونضاليتهم المعهودة فيهم تحية للجميع . مدينة خريبكة هي عاصمة الفوسفاط، كيف يستطيع المهرجان، أن يخلق منها عاصمة للفن والثقافة المغربية، في وقت تستضيف فيه مهرجانات دولية أخرى؟. طبعا خريبكة مدينة الفوسفاط وعبيدات الرما و"فريق كرم القدم لوصيكا" ومهرجان السينما الإفريقية، وملتقى الفيلم التربوي والمهرجان الوطني للفيلم التربوي، هي محطات تنشيطية ثقافية وتربوية لابد منها، وفي ضوء هذا نتساءل كباحثين ومتتبعين، لأنه ليست لدينا أي نزعة انتخابوية أو سياسوية، ماذا اعددنا على مستوى البنيات التحتية الثقافية والاجتماعية الخ لهذه التظاهرات المتعددة التي أعطت لخريبكة كهامش جغرافي مكانة متميزة أحسن من مدن كبيرة جدا في وطننا العزيز. نحن في أمس الحاجة إلى مركز نوعي للاستقبال من اجل تيسير خدمات هذه المحطات والتظاهرات الثقافية والتربوية والفنية فالمدينة حبلى بالكفاءات التمثيلية والرياضية والفنية والعلمية والثقافية والإبداعية. كلمة أخيرة. شكرا لكل من فكر في أن يرد علينا بالاحتضان، وهو يقرأ ما خططناه له ليدعمنا، شكرا لكل من لم يضع طلبنا من اجل الدعم في سلة المهملات.