سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.الحبيب ناصري رئيس المهرجان الدولي للسينما الوثائقية:
- نحن نساهم في نشر ثقافة الصورة كأداة لمحاربة التطرف والعنف وإشاعة قيم التسامح بين الشعوب
"- خريبكة" لم تعد مدينة مصدرة لليد العاملة بل مدينة الثقافة والسينما
أكد الدكتور الحبيب ناصري رئيس المهرجان الدولي للسينما الوثائقية في نسختها الثانية، أن نتائج لجنة التحكيم، كانت منصفة خصوصا، فوز تونس بالجائزة الكبرى، وفوز المغرب بجائزة لجنة التحكيم، ولبنان بجائزة الإخراج، وأيضا فوز تونس بجائزة.. وكشف الناصري في تصريح خاص، عن أن قيمة جوائز المهرجان، هي عينية، وغايتها إلى حد هذه الدورة الاعتراف بقيمة الأفلام المعروضة، من الزاوية الثقافية، والفائز بدروع المهرجان، وبقية الجوائز العينية الأخرى، هو فائز بحب الجمهور والصحافة، وكل المتتبعين، مبرزا أن جمعية المهرجان ستعمل في الدورة الثالثة على التحول إلى جوائز مالية مهمة، لا سيما أن شركاءها كالمركز السينمائي المغربي، والمجمع الشريف للفوسفاط، قد تأكدا من أهمية المهرجان، ودوره في التعريف، بقيمة الفيلم الوثائقي في المغرب. ولفت إلى أن قوة الدورة هو الحضور النوعي للجمهور، والحركة الفكرية والثقافية التي أثيرت خلال الندوات ومناقشة الأفلام، وتعدد التجارب الدولية والتتبع الإعلامي، المتنوع والبعد العائلي لضيوف المهرجان...خلال اختتام الدورة التي اقيمت ما بين 12 و 23 من شهر أكتوبر الماضي، وفازت بجائزتها الكبرى المخرجة التونسية هاجر بن نصر عن فيلمها "أبو القاسم الشابي شاعر الحب والحرية" التقينا بالناصري فأجرينا معه هذا الحوار، الذي يسلط فيه لضوء على عدد من القضايا التي تهم الدورة الحالية والمقبلة، وفيما يلي نص الحوار.. . كيف تلقت الجمعية نتائج لجنة تحكيم المهرجان؟ بكل صدق، كنا قد خلقنا مسافة بيننا وبين لجن التحكيم ضمانا للسير العادي للمهرجان، كما هو معروف في كل المهرجانات، لأنني اعرف أن لكل لجنة اختياراتها، ومعاييرها وتصوراتها، أما من وجهة نظري، كباحث فيمكن القول، أن نتائج لجنة التحكيم، كانت منصفة خصوصا، فوز تونس بالجائزة الكبرى، وفوز المغرب بجائزة لجنة التحكيم، ولبنان بجائزة الإخراج، وأيضا فوز تونس بجائزة النقد. هل بودكم أن تفتحوا لنا قوسا عن قيمة جوائز المهرجان؟. بكل صدق أيضا نحن في البداية ورهاناتنا ليست مادية، إلى حد هذه الدورة والجوائز، هي عينية، غايتها إلى حد هذه الدورة الاعتراف بقيمة الأفلام المعروضة، من الزاوية الثقافية، والفائز بدروع المهرجان، وبقية الجوائز العينية الأخرى، هو فائز بحب الجمهور والصحافة، وكل المتتبعين. وسنعمل في الدورة الثالثة على التحول إلى جوائز مالية مهمة، إن شاء الله، لا سيما أن شركاءنا كالمركز السينمائي المغربي، والمجمع الشريف للفوسفاط، قد تأكدا من أهمية المهرجان، ودوره في التعريف، بقيمة الفيلم الوثائقي في بلادنا، وجعل هذه الأخيرة، تحتك وتتفاعل مع بقية الدول الأخرى، إنها الغاية الكبرى التي نسعى إليها.
فوز المغرب بجائزة لجنة التحكيم، هل هذا دليل قاطع على أن السينما الوثائقية المغربية قادرة على منافسة نظيرتها الدولية؟. نحن ننتشي بهذا الفوز، خصوصا وان الدورة الأولى أيضا، فاز فيها المغرب بإحدى الجوائز، وهذا دليل على أن المغرب، من الممكن، أن يتواجد هنا في هذه المسابقة الوثائقية الدولية والأجمل، أن الفائز كما في الدورة الأولى، آت من عمر زمني، يتميز بالفتوة، أي أن علي بن جلون الفائز بلجنة التحكيم، مخرج شاب، وهذا هو أول أفلامه الوثائقية وان يبدأ من خريبكة هو الأجمل. ما هي أبزر نقاط قوة الدورة الثانية، وما هية نوعية الصعوبات التي اعترضت الدورة؟ نقط قوة الدورة الحضور النوعي للجمهور، والحركة الفكرية والثقافية التي أثيرت خلال الندوات ومناقشة الأفلام، وتعدد التجارب الدولية والتتبع الإعلامي، المتنوع والبعد العائلي للحضور، أي انه وعلى الرغم من قصر مدة المهرجان، فالكل تحول كعائلة واحدة، عائلة دولية متنوعة، وتقاسم الجميع نفس الوجبات الغذائية، وتم تبادل العديد من الأفكار والتجارب. بكل صدق لم نكن نتوقع هذا النجاح بإمكانيات مادية بسيطة، أقدمها للجمهور بصفة نهائية، من اجل أن نتربى جميعا على الشفافية الكبرى، هذه المداخيل هي خمسون ألف درهم من المركز السينمائي المغربي، وأربعة وعشرون ألف درهم من المجمع الشريف للفوسفاط، وعشرة آلاف درهم من شركة خاصة بالبيضاء وأربعة آلاف درهم ، من طبيب خاص بخريبكة، وألف وخمسمائة درهم من مقاول خاص بخريبكة، وألفا درهم من مقاول خاص ايضا من خريبكة، وثلاثة آلاف درهم من المجلس الإقليمي بخريبكة . بكل شفافية مطلقة هذه هي المداخيل، أما المصاريف فهي اكبر بكثير وستبقى علينا مجموعة من الديون نطلب من الله، أن" يفكها علينا"، إنها الصعوبات التي واجهتنا، كما لا يفوتني أن اشكر المقاومة المغربية الحاجة خدوج السليماني، التي دعت الجميع لبيتها من اجل وجبة عشاء واحدة، كانت قد قدمت بالطريقة المغربية الأصيلة مما أثرت في جميع الوفود الحاضرة. لوحظ حضور نوعي للجمهور، خلال فعاليات الدورة، وبخاصة إلى افتتاح واختتام الدورة، ما مرد ذلك؟ مرد ذلك، أن جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، ضمنت جمهورا نوعيا من الطلبة والإداريين والأساتذة والمثقفين، والأطباء والمهندسين، والممتبع العادي والإعلامي الخ... وهذا راجع إلى كوننا نشتغل على مدار السنة، ونعرف مسبقا بالمهرجان، ونقدم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية، مما جعل الجمعية ولله الحمد تجد مكانتها في فترة زمنية قياسية، ناهيك عن تضحيات أعضاء المكتب المادية والزمنية. فنحن نقوم بأعمال عديدة لفائدة الجمعية والمهرجان بالمجان، وهي تساوي مبالغ مالية مهمة، مما يخفف عنا بعض التكاليف. ثقة الناس والمسؤولين وجدية متعة الفيلم الوثائقي، كل هذا جعلنا نقدم موادنا الفنية في المهرجان ونحن مطمئنون بحضور نوعي وأوجه التحية لكل من حضر وكتب شيئا جميلا عنا، بل تحية خاصة حتى للذين انتظروا سقوطنا أقول لهم واهمس في آذانهم "أن الرابح الأول هي خريبكة والمغرب وصورة امتنا المغربية الجديدة تحت ظل حكامة ملك طموح,فلنعمل جميعا من اجل بلادنا". تم اقتراح عدد من التوصيات خلال ندوات الدورة، هل الجمعية سوف تعمل على رفعها إلى جهات الاختصاص، وبخاصة الجهات الرسمية والمهرجانات الدولية؟. كل ما دار في الندوة العلمية، والتي تمحورت ورقتها حول صورة العرب في الفيلم الوثائقي الأجنبي ، سيتم إعداد تقارير علمية، حول مداخلة المشاركين، ووضعها رهن إشارة الجميع، بل سيتم طرحها للتفكير في مكوناتها ، في الصحافة المكتوبة، وقد سجلتها بعض القنوات الإعلامية، والغاية من كل هذا أن نتقاسم جميعا ما طرح فيها من أفكار من اجل هدف واحد، تصحيح صورتنا كعرب في الأفلام الأجنبية الوثائقية. كل هذا يؤكد أننا في جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، نريد أن ننخرط في بناء صورتنا الثقافية المغربية من زاوية ثقافة الفيلم الوثائقي . ما قيمة الربح المعنوي الذي كسبته المدينة من خلال هذا المهرجان؟. ربح معنوي لايعد، على القارئ والمتتبع أن يكتب في محرك البحث" غوغل" "مدينة خريبكة" وسيرى .أما إذا كتب" الفيلم الوثائقي" وبجانب هذه الكلمة "خريبكة"، سيجد أن مدينتنا لم تعد فقط مدينة مصدرة لليد العاملة ، بل أيضا مدينة ثقافية وسينمائية بجانب المهرجان السينمائي الإفريقي أيضا . نحن نساهم في نشر ثقافة الصورة، وهي واحدة من الأدوات التي من خلالها يمكن أن نحارب التطرف والعنف، وإشاعة قيم التسامح والحوار بين الشعوب، ونحقق من خلالها التعايش بين العديد من الدول المشاركة والفعاليات والحساسيات الفنية والثقافية. أي دور تنموي للمهرجان، في أفق جعل الفن والثقافة سبيل من سبل خدمة القطاعات الإنمائية في المدينة والإقليم؟. نحن نعتز أننا ساهمنا ولو بشكل رمزي، في تحريك بعض الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، كنا حريصين على صرف المبلغ الذي توصلنا به في مكونات اقتصادية للمدينة، كخدمة الفندق والطباعة ووكالة الأسفار، ناهيك عن كون كل ضيوف المهرجان اقتنوا هدايا لعائلاتهم وخدمات أخرى اتصالية الخ. الملاحظ أن ميزانية المهرجان كانت هزيلة جدا، كيف استطاعت الجمعية تجاوز هذا الأمر، وإنجاح المهرجان بشكل كبير؟. بالفعل ميزانية المهرجان ضعيفة جدا وقد سبق ان كشفت عن المداخيل النهائية بكل شفافية، بالصبر وتضامن بعض المخرجين معنا، وأيضا العديد من الخدمات التي نقوم بها كمكتب نتطوع بها لفائدة المهرجان، بالإضافة إلى مساهمات مادية منا، كل هذا جعلنا نتغلب بعض الشيء على المصاريف . نحن في حاجة فقط إلى ما قدره ثلاثين مليون سنتيم كحد أدنى لثلاثة ايام، وكحد أعلى خمسون مليون سنتيم لأربعة ايام .من الممكن هنا أن نطور مهرجاننا وننافس به مهرجانات عربية ودولية .السر في محبة المهرجان واستغلال علاقاتنا الأخوية مع العديد من النقاد والمثقفين الذين نكن لهم المحبة. كيف جاء تكريم السينما الايطالية خلال الدورة المقبلة، كما تم الإعلان عن ذلك في حفل الاختتام؟. بعد تكريم فلسطين وسوريا اخترنا ايطاليا، لكونها تشكل رمزية دالة في مخيالنا نحن "الخريبكيين" ومنطقة ورديغة بشكل عام، نريد أن نتواصل مع إخواننا في ايطاليا، ومن خلالهم مع بقية أفراد جاليتنا في الخارج، وندعمهم بهذا التكريم لايطاليا كنموذج، ورسالتنا الفنية والثقافية هي لنتقاسم الصورة الوثائقية . وقد أعلنا عن هذا الاختيار في نهاية الدورة الثانية، وقالتها مخرجة ايطالية باللغة العربية والايطالية وأخبرك أننا لن نجد صعوبة في الترجمة مع الايطاليين لان أهل خريبكة يتكلمونها جيدا. وهذا التكريم لايطاليا سيعرف أن خريبكة هي مدينة ثقافية وليست فقط مدينة بعض شبابها يرغبون في الهجرة .من اجل هذا بدأنا ننسق مع سفارة ايطاليا بالمغرب.