اختتمت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما بدبي ليلة الأربعاء بقاعة العروض الكبيرة بمنطقة الجميرة، بحضور صف طويل من الفنانين العرب من مختلف البلدان العربية، بإعلان نتائج لجن التحكيم المتعددة في هذا المهرجان الدولي (لجنة المهر العربي ، لجنة المهر الأفرو آسيوي ، لجنة الفيلم الوثائقي ). ولقد كانت حصيلة ذلك الإعلان مغربيا، فوز الممثل المغربي سعيد باي بجائزة أفضل ممثل عن مشاركته في فيلم « الرجل الذي باع العالم « للمخرجين الشقيقين نوري، وكذا حصول الفيلم الوثائقي « أشلاء» للمخرج المغربي حكيم بلعباس على تنويه خاص من لجنة التحكيم. مثلما حاز إسماعيل فروخي على إحدى جوائز « جائزة ملتقى دبي للسينما « ( وهي جائزة موازية لجوائز المهرجان الرسمية) ، عن فيلمه القصير « الأحرار «. بينما ذهبت الجوائز الكبرى، المتمثلة في المهر الذهبي للمسابقة العربية إلى الفيلم الفلسطيني « زنديق « للمخرج المتألق ميشيل خليفي، والتنويه الخاص من قبل لجنة التحكيم للفيلم الجزائري « حراكة « للمخرج المخضرم مرزاق علواش. فيما اكتفت مصر بعدد من الجوائز الخاصة بالتصوير والسيناريو والمونتاج، وهي جوائز تقديرية فقط. وفازت الممثلة الكويتية نسرين فاعور عن جدارة بجائزة أفضل دور نسائي عن فيلم « أمريكا «. ولعل الجديد هذه المرة في مهرجان دبي للسينما هو منح جائزة الدراما العربية، التي قيمتها مليون دولار، وأطلق عليها إسم «جائزة محمد بن راشد للدراما العربية» التي تنظمها مؤسسة دبي للإعلام، وتعتمد على تصويت الجمهور، للسينما السورية، من خلال فوز مسلسلين دراميين سوريين بالجائزة الأولى والثالثة (مسلسل « بلقيس» الذي حاز 200 ألف دولار. ومسلسل « زمن العار» الذي حاز 500 ألف دولار)، بينما عادت الجائزة الثانية للمسلسل المصري « خاص جدا»، والذي حصل علي ما قيمته 300 ألف دولار. فيما ذهبت جائزة المهر الذهبي للفيلم الأفرو آسيوي بجدارة واستحقاق إلى الفيلم الفليبني « لولا»، وهي الجائزة التي أكدت احترافية لجنة التحكيم الخاصة بهذه المسابقة، والتي كانت تضم في عضويتها المخرج المغربي نورالدين لخماري، كون الفيلم يعتبر تحفة فنية حقيقية. بل إن في عمل اللجنة ما ينقض عمل لجنة الدورة السابقة الخاصة بذات الجائزة، التي كانت قد ظلمت الفيلم الإثيوبي « تيزا» والذي خلف أثرا غير طيب لدى الحضور حينها. ما يعزز اختيارات لجن التحكيم لهذه الدورة، خاصة لجنة التحكيم الخاصة بالمهر العربي، والتي ترأسها المخرج الجزائري الكبير أحمد الراشدي، وضمت في عضويتها الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي، هي أنها قد أكدت بالملموس أن اختياراتها كانت فنية محضة، مما عزز من قيمة المهرجان ومن قيمة هذه الدورة فنيا. بل، لقد جاءت جوائز موازية للجوائز الرسمية للمهر الذهبي للفيلم الطويل، كي تؤكد حجم التنافس الذي كان بين الفيلمين الفلسطيني « زنديق» والجزائري « حراكة»، وهي جائزة حقوق الإنسان وجائزة اللجنة الدولية لنقاد السينما، والتي حازها جميعها المخرج الجزائري المتألق والمخضرم، مرزاق علواش، عن فيلمه «حراكة».