حاز أول أمس ببروكسيل ، فيلم «كازا نيغرا» للمخرج نور الدين الخماري ، على جائزة الاخراج ضمن فعاليات «مهرجان الشريط المستقل لبروكسيل» . وجاء هذا الفوز ، بعد تتويجه الجمعة الماضي، بالجائزة البرونزية في فئة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وبالجائزة الخاصة للجنة التحكيم في فئة مسابقة الأفلام العربية الطويلة في إطار مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر. هذه الجوائز، تسلمتها بالنيابة عن المخرج نور الدين الخماري، الفنانة المغربية ميساء مغربي، التي كانت حاضرة ضمن فعاليات المهرجان باعتبارها عضوة لجنة تحكيم الفيلم القصير بنفس المهرجان (صنف الافلام القصيرة) ، بحضور سفير المغرب بسوريا، الأستاذ محمد الخصاصي. وفي اتصال هاتفي ل «الاتحاد الاشتراكي» بالفنانة ميساء مغربي ، بعد انتهاء فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر، قالت ميساء أن «اختياري لعضوية لجنة التحكيم كان مفاجئا بالنسبة لي، خاصة أنني أرى نفسي صغيرة، وهذا أثار حفيظة الكثير من الفنانات خاصة الكبار منهن، فالأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية لم تشارك من أجل أن يكون التقييم مقتصرا على الكبار فقط ، بل هي مقدمة لجميع الأجيال، واختياري يعتبر خطوة جريئة من قبل القائمين على المهرجان». معتبرة ، أن تتويج الفيلم المغربي «كازانيغرا» لنورالدين الخماري، «مفخرة للسينما المغربية ، وذلك لتميزه تقنيا وفنيا ، وكسبه لإعجاب جل الحضور الذين شاركوا في المهرجان» . وتضيف «.. ولكي لاتفوتني هذه الفرصة ، اسمحوا لي، أن أنوه بالدور الثقافي والدبلوماسي للاستاذ محمد الخصاصي، سفير المغرب بسوريا، الذي يقوم به بمنطقة الشام ، شاكرة له اهتمامه الخاص بتقديم صورة المغرب على أحسن وجه».. فرصة هذا الاتصال الهاتفي، سألناها عن جديد أعمالها الفنية ، فكشفت ل «الاتحاد الاشتراكي» ، عن بطولتها لفيلم قطري بعنوان «عقارب الساعة»، الذي يعتبر «من الأفلام الروائية الطويلة التي تصلح للمشاركة في المهرجانات الدولية، لأنه يحمل مقومات الأفلام العالمية، حيث تم إعداد السيناريو والحوار فيه بأسلوب فلسفي اجتماعي يسلط الضوء على «فن الفجيري»، وهو أحد الفنون البحرية المعروفة من الفلكور والتراث القطري، ويقدم برؤية خاصة وإسقاطات واضحة في أكثر من جانب». وأشارت ميساء ،إلى أنها تلقت على مدار الست سنوات الأخيرة الكثير من العروض للمشاركة في أفلام سينمائية اعتذرت عنها جميعها، مضيفة «لكن فيلم «عقارب الساعة» شدني بشدة، لأن النص مكتوب بلغة سينمائية حقيقية، كما أن الجهة المنتجة للفيلم وهي وزارة الثقافة والتراث القطرية رصدت له موازنة مالية ضخمة، وسخرت له كافة الإمكانيات الفنية والتقنية». وتابعت.. أنه تم «الاستعانة في الفيلم بمدير تصوير هندي شهير سبق له الفوز بسعفة مهرجان «كان» الذهبية، ومهندس صوت كندي سبق له أن عمل في مجموعة من الأفلام العالمية منها سلسلة أفلام هاري بوتر، أما الموسيقى التصويرية فتم الاستعانة لأجلها بموسيقي هنغاري حاصل على الكثير من الجوائز في مهرجانات عالمية». وأوضحت ميساء مغربي، أن هذا الاهتمام «غير المسبوق جعل الجهة المنتجة تضع في عين الاعتبار أن يعرض الفيلم في افتتاح مهرجان اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية المزمع انطلاقه في مايو المقبل». وعن دورها في الفيلم، قالت «أجسد فيه دور «جنية» طيبة وليست شريرة؛ حيث يعتقد أن هذا الفن مرتبط بالجن وكان يتم عبر تحضير الجن، إلى جانب أن الفيلم يطرح ب»حدوثة» جميلة طبيعة العلاقة التي تربط بين الإنس والجن، في طرح بسيط مكتوب بحرفية سينمائية». وعن جديدها التلفزيوني، أوضحت أنها بعد «فعاليات مهرجان دمشق السينمائي ، سوف تتوجه مباشرة إلى أبوظبي للوقوف أمام كاميرا المخرج إياد الخزوز في المسلسل الاجتماعي الجديد «قصة هوى»، وهو من الأعمال الرومانسية الجديدة على الدراما الخليجية». وأشارت إلى أنها تجسد في المسلسل دور «مهرة»، وهي شخصية لفتاة رسامة وحالمة ورقيقة تحب بإخلاص وتمنح من تحبه الوفاء الصادق، لكنها في لحظة ما تكتشف أن الحب وحده لا يكفي وتتعرض للظلم بسبب ظروف كانت أقوى من هذا الحب، مضيفة «أشعر أن هذه الشخصية تشبهني إلى حد كبير حتى في عنادها وجنونها، وهي على النقيض تماما من شخصيتي في مسلسل «هوامير الصحراء». وعن فيلم «كازانيغرا» ، مثلما أنه يسجل متابعة محترمة جدا بعدد من القاعات السينمائية بفرنسا منذ أسبوعين، وكذا في هولندا وبلجيكا. يعتبر فيلم « كازانيغرا »، الفيلم العربي الوحيد المرشح الآن ضمن جوائز الأوسكار بالولايات المتحدةالأمريكية. واعتبرت لجنة تحكيم جائزة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي ، في كلمة لرئيسها المخرج الفرنسي ريجيس فارنيي قبل بدء توزيع الجوائز، أن شريط «كازانيغرا» هو «فيلم قوي، يحتوي على الأبيض والأسود، على الجمال والقبح، على الحب والكراهية، الصداقة والخيانة، على الحياة والموت». وقد شارك 20 فيلماً عربياً وأجنبيا في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان، الذي نظم تحت شعار «دمشق.. سينما ومكان» ، وتم خلاله عرض أزيد من 270 فيلما طويلا وقصيرا من 52 دولة عربية وأجنبية.