منذ الإعلان عن إعفاء، رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، وصقور حزب العدالة والتنمية تغلي، وتخط عبارات وكلمات، على شكل تعليقات غاضبة بصفحات التواصل الاجتماعي، نظرا لصدمة الإعفاء التي لم تكن بحسبان، حيث نزل الخبر كالصاعقة، على حزب المصباح ككل، وبعثر أوراق الأمانة العامة، وبنية الحزب بصفة عامة، غير أن بعض الأصوات ظلت مرابطة للصمت، أو تدعوا إلى الحكمة والتبصر، كما هو حال محمد يتيم، عضو الأمانة العاملة بحزب البيجيدي، ووزير التشغيل والإدماج المهني، حيث قدم درسا لمنتقدي اختيار، سعد الدين العثماني، من خلال حديث نبوي مفاده : "حينما وقع شجار بين غلامين واحد من المهاجرين والآخر من الأنصار واستغل عبد الله بن أبي الواقعة للايقاع بينهما وقال كلمته البغيضة : مثلنا ومثل جلابيب قريش كمثل القائل : جوع كلبك يأكلك، لين رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فوقع جدال وخلاف وكادت أن تقع بين المسلمين فتنة آمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمسير فقد جاء في الحديث : ثُمَّ مَشَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ يَوْمهمْ ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَى، وَلَيْلَتهمْ حَتَّى أَصْبَحَ، وَصَدْر يَوْمهمْ ذَلِكَ حَتَّى آذَتْهُمْ الشَّمْس، ثُمَّ نَزَلَ بِالنَّاسِ، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنْ وَجَدُوا مَسّ الْأَرْض وَقَعُوا نِيَامًا، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَشْغَل النَّاس عَنْ الْحَدِيث الَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ. ثُمَّ رَاحَ بِالنَّاسِ وَسَلَكَ الْحِجَاز حَتَّى نَزَلَ عَلَى مَاء بِالْحِجَازِ فُوَيْق النَّقِيع، يُقَال لَهُ نَقْعَا". وأوضح محمد يتيم، فحوى الحديث بأن هذا الأخير "فيه إشارة إلى الانشغال بالعمل والإعراض عن الجدل في أوقات الاختلاف في تقدير المواقف إلى حين توفر أوضاع تمكن من التفكير الجماعي الهادي البعيد عن الانفعالات والتقييمات والانطباعات الذاتية".