يواصل محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ووزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، دفاعه المستميت عن منهجية سعد الدين العثماني في مشاورات تشكيل الحكومة. محمد يتيم، الذي كان واحدا من أعضاء لجنة التفاوض مع سعد الدين العثماني، دعا أعضاء حزب العدالة والتنمية إلى تجنب الانفعالات والتقييمات والانطباعات الذاتية، خلال هذه المرحلة، إلى حين توفر أوضاع تمكن من التفكير الجماعي الهادئ. ولكي يعطي يتيم لرأيه حجية أقوى، لجأ إلى استحضار واقعة تاريخية من دروس السيرة النبوية، قبل أن يقوم بإسقاطها على الواقع الحالي لحزبه. وقال يتيم "وقع شجار بين غلامين واحد من المهاجرين، والآخر من الأنصار، واستغل عبدالله بن أُبي الواقعة للإيقاع بينهما، وقال كلمته البغيضة: مثلنا ومثل جلابيب قريش كمثل القائل: جوع كلبك يأكلك، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فوقع جدال وخلاف، وكادت أن تقع بين المسلمين فتنة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمسير". وتابع يتيم "جاء في الحديث "ثُمَّ مَشَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ يَوْمهمْ ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَى، وَلَيْلَتهمْ حَتَّى أَصْبَحَ , وَصَدْر يَوْمهمْ ذَلِكَ حَتَّى آذَتْهُمْ الشَّمْس، ثُمَّ نَزَلَ بِالنَّاسِ , فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنْ وَجَدُوا مَسّ الْأَرْض وَقَعُوا نِيَامًا، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَشْغَل النَّاس عَنْ الْحَدِيث الَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ. ثُمَّ رَاحَ بِالنَّاسِ وَسَلَكَ الْحِجَاز حَتَّى نَزَلَ عَلَى مَاء بِالْحِجَازِ فُوَيْق النَّقِيع، يُقَال لَهُ نَقْعَا". واعتبر يتيم أن الحديث فيه إشارة إلى "الانشغال بالعمل والأعراض عن الجدل في أوقات الاختلاف في تقدير المواقف إلى حين توفر أوضاع تمكن من التفكير الجماعي الهادي البعيد عن الانفعالات والتقييمات والانطباعات الذاتية".