قال عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، إنه من غير المناسب مطالبة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المعين، بتقديم الشروحات والتفاصيل حول مسار المفاوضات المعقد في هذا الوقت، وهي عملية تتغير فيها المعطيات كل يوم بل في كل ساعة أحيانا، وفي وقت لم يتم فيه بعد تعيين الحكومة. وانتقد يتيم في تدوينة على حسابه بفيسبوك، قيادات حزبه الذين يهاجمون حكومة العثماني، مشيرا إلى أنه "من غير المناسب أن تتحول بعض الحيطان إلى مجال لتعليقات وتحليلات وتقييمات لمسار التفاوض ومخرجاته، والأمر أن مكانها الأنسب هو المؤسسات، وفي وقت من غير المناسب أن يدلي بدلوه في الموضوع وأن يفشي معطياتها وتفاصيلها، لأن ذلك قد يكون مؤثرا على مسارها ونتائجها". ودعا المتحدث من سماهم بالعقلاء من أبناء الحزب، إلى عدم الانجرار وراء انفعالات اللحظة وانتظار استكمال المعطيات وتوضيحها والقيام بالتقييم وفق شروطه المؤسساتية، وفق تعبيره. واعتبر أن "توجهات الحزب وتقييماته وقراراته لا تتم من خلال الحيطان والافتتاحيات والمقالات، بل إن لها قواعد وتقاليد أساسها الأول استكمال المعطيات والاستماع إلى المعنى الأول وداخل المؤسسات المخولة لذلك". تدوينة يتيم جاءت دقائق بعد تدوينة أخرى لعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، اعتبر فيها "أنه من السذاجة محاولة إقناع الناس بأن هذه حكومة سياسية معبرة عن اقتراع 7 أكتوبر"، وكشف في تعليق له ضمن التدوينة ذاتها، أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لا يشرك الأمانة العامة لحزبه ولا الأمين العام عبد الإله بنكيران في تدبير ما يتعلق بتدبير الحكومة. وكتب حامي الدين في تدوينته على حسابه بموقع فيسبوك: "اسمحوا لي أن أقول بأن حكومتنا- التي نتمنى لها كامل التوفيق والنجاح- ليست نتيجة لتحالفات سياسية بين أحزاب سياسية حرة، وليست تتويجا لتوافقات سياسية عميقة، ولا حتى نتيجة " مساومات إرادية" بين الفرقاء السياسيين، ولكنها تعبير عن إرادة الأقوياء المفروضة على أحزاب مسلوبة الإرادة". غير أن يتيم قال في تدوينته: "من غير المنصف أن يقول البعض أن الدكتور سعد الدين العثماني واللجنة التي فوضتها الأمانة العامة لمواكبته في مفاوضات تشكيل الحكومة قد استفردوا بالقرار، والأمر أن أول قرار اتخذته الأمانة العامة بعد أن قررت التعامل إيجابيا مع بلاغ الديوان الملكي ومع تعيين الدكتور سعد الدين العثماني، هو تفويض تلك اللجنة الرباعية لمواكبة عملية التفاوض". وشدد على أن التوجه العام للأغلبية الساحقة من تدخلات أعضاء المجلس الوطني قبل ذلك كان واضحا في أنه على الحزب أن يواصل التجربة الحكومية، وأنه هو الآخر فوض الأمانة العامة في مواكبة رئيس الحكومة المعين. يتيم قال إنه "من غير المنصف والأمانة العامة قررت مساندة رئيس الحكومة المعين وفوضت لجنة رباعية لمواكبته ولم تتخذ أي قرار بمراجعة توجه المجلس الوطني ولم تدع لانعقاده من أجل ذلك، كما قامت بدورها كلجنة ترشيح باختيار مرشحي الحزب للمناصب الوزارية المحتمل أن ينالها الحزب". وواصل انتقاده لزملائه في الحزب بالقول: "من غير المناسب أن تتطاير في الفضاء الأزرق أفكار ومقترحات، الأولى أن يكون قضاؤها هو الحوار الداخلي، وأي مناسبة مؤسساتية للقيام بتقييم كامل للمرحلة وقراءتها قراءة سياسية عميقة"، خاتما تدوينته بالقول: "شيء من الهدوء والسكينة رحمكم الله".