لا عليك لم يَضْع شيءٌ .. وأصلاً لم يَكُن شيءٌ لديكْ ما الذي ضاعَ ؟ بساطٌ أحمرٌ أمْ مَخفرٌ أمْ مَيْسِر .. ؟ هَوِّنْ عليك .. عندنا منها كثيرٌ وسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليك دَوْلةٌ .. أم رُتْبَةٌ .. أم هَيْبَةٌ ..؟ هون عليك سَوفَ تُعطى دولةً أرحَبَ مما ضُيَّعَتْ فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك وسَتُدعى مارشالاً و تُغَطى بالنياشين من الدولة حتى أذنيك .. الذين استُشهدوا أم قُيْدوا أم شُرِّدوا ؟ كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك بل لك العرفانُ ممن قُيدِّوا .. حيثُ استراحوا .. ولك الحمدُ فمَن قد شُرِّدوا .. في الأرض ساحوا ولك الشكر من القتلى .. على جنات خُلدٍ دَخَلوها بِيَدَيكْ….. يعتبر الشاعر العراقي أحمد مطر من الشعراء الكبار الذين زخرة بهم الساحة العربية، إد كان ينتمي إلى الحركة التجديدية في الشعر العربي، وهي الحركة التي تنضم القصائد المرتبطة في غالبيتها بالواقع المعاش سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي الأدبي، ولعل القصيدة التي بين أيدينا خير مثال لارتباط أحمد مطر بمجموعة من القضايا الوطنية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي نضم فيها هاته الأبيات تحت عنوان "هون عليك ياسر عرفات " و يقصد بها هنا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهو يطلب منه أن يهون على نفسه في صورة هيجاء يبين فيها على أنه السبب الرئيسي في ضياع فلسطين، هو وبقية رؤساء الدول العربية ، حيث يجد العديد من الثوريين العرب ضالتهم في شعر أحمد مطر لما له من ردة فعل ناقمة عن الأنظمة العربية التي تخلت عن مجموعة من القضايا الوطنية و من بينها و أبرزها القضية الفلسطينية التي نضم فيها هذه القصيدة في حق رئيسها الذي لامه بشدة على ضياع أرضه و شعبه و اتهمه بالخضوع للمحتل الإسرائيلي ،وهذا راجع بالأساس إلى غيرت الشاعر العراقي أحمد مطر على الأوطان العربية وما أصاب حكامها من ذل وهوان تجاه قضاياهم الأساسية و ما يحصل في أراضيهم من استغلالات و انتهاكات و اعتداءات مست مختلف المجالات الحيوية في بلدانهم، إلى جانب رضوخهم للقرارات الدولية التي سيطرت عليها مجموعة من الأجندات التابعة للمستعمر الصهيوني و أتباعه.