كشف تقرير أعده خبراء إسبان باسم مرصد سبتة ومليلية، أن الخطوات التي اتخذها المغرب في الآونة الأخيرة، تندرج ضمن إستراتيجية. غايتها استعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين دون مواجهة مباشرة. ونقلت صحيفة "فاينتي مينوتوس" الإسبانية، عن مصادر إخبارية إسبانية، حيثيات التقرير، الذي أعده أربع أساتذة مهمين، بجامعة غرناطة وإشبيلية وبرشلونة. وأكدوا من خلاله أن المغرب يسعى إلى تغيير الوضع الراهن، والوصول إلى نتائج حرب دون وقوعها. وأطلقوا على ذلك، مصطلح الجغرافيا السياسية في المنطقة الرمادية. وبحسب الصحيفة فإن جزء كبير من التدابير التي اتخذها المغرب في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بإسبانيا. ولا سيما فيما يتعلق بسبتة ومليلية. تندرج تحت ما يعتبره الخبراء خطة استراتيجية، من المرجح أن تؤدي في نهاية المطاف الى إعادة المدينتين السلبتين إلى السيادة المغربية. ولكنه يتجنب المواجهة المباشرة عمدا. وخلص التقرير الرئيسي تحت عنوان "ادعاءات المغرب بشأن سبتة ومليلية من منظور المنطقة الرمادية". الذي تم نشره بمرصد سبتة ومليلية وأعده جوزيب باكيس أستاذ العلوم السياسية بجامعة برشلونة. خافيير جوردان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة غرناطة، ومانويل ر. توريس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بابلو دي أولافيد في إشبيلية، وغيليم كولوم، أستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة. إلى أن هناك سمتان مميزتان للمنطقة الرمادية هما "الغموض" و"التدرج". ويعني "الغموض" صعوبة التحقق من أن الدولة (المغرب) تقف وراء إجراءات معينة. ومن ناحية أخرى، "التدرج"، بحيث أن الآثار التي يتطلع المغرب إلى تحقيقها ستكون على المدى المتوسط والطويل. وأكدت ذات المصادر، أن الهدف المراد تحقيقه هو السيادة على سبتة ومليلية. فضلا عن بقية الجزر الإسبانية في المنطقة، والمياه الإقليمية. وإن كان هذا الهدف بعيد المنال على الأقل في الوقت الراهن، بحسب الخبراء الإسبان. وأشار التقرير إلى مساعى الرباط، نحو تعبئة السكان المدنيين لصالح القضية . كما استعرض إصدار جوازات سفر مغربية عام 2010، للأشخاص الذين ولدوا في سبتة ومليلية باعتبارهم مغاربة. ولفت التقرير الانتباه أيضا، إلى سباق التسلح الذي انخرطت فيه المملكة في السنوات الأخيرة. وقال إن المغرب رصد أكثر من 4.8 مليار دولار للتسلح سنة 2020. ومن المتوقع أن يبلغ حوالي 6 ملايير دولار خلال 2022. وأبرز التقرير أنه بالرغم أن هذا الإنفاق العسكري موجه بالأساس ضد الجزائر وجبهة البوليساريو. إلا أن ذلك يقلص الفجوة العسكرية بين إسبانيا والمغرب، ويفتح الطريق أمام تكافؤ عسكري قد ينتج عنه عدم استقرار. وختم التقرير بأن تساوي موازين القوى بين الجارتين، قد يثير الشكوك لدى الإسبان حول جدوى المواجهة العسكرية والسياسية للحفاظ على المدينتين (سبتة ومليلية).