أفاد تقرير استخباراتي إسباني أنجزه البروفيسور جوسيب باكيس، عن "مجموعة الدراسات الأمنية الدولية الإسبانية"، أن الجيش المغربي حقق قفزة نوعية في المجال الأمني، خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة، بعد تعزيز ترسانته العسكرية بمعدات وآليات لوجيستيكية حديثة الصنع. وكشف التقرير، في شرحه لأسباب هذا التطور الذي وصف "بالملفت للنظر"، أن المغرب يواجه تحديات أمنية على حدوده البرية مع الجزائر، فضلا عن سباق التسلح بالمنطقة، تحسبا لحرب غير معلنة بين البوليساريو والجيش المغربي. وأبدى التقرير تخوفه من هذا التقدم المغربي الحاصل في المجال العسكري، مستحضرا ملف احتلال مدينتي سبتة ومليلية اللتين لم يتخل المغرب عنهما، ويواصل، كما يفعل في صحرائه المغربية، صون حوزته الترابية، منبها إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من هذا الموضوع، ومحاولة تغليب الجانب السياسي على العسكري. وأبرز تقرير المحاضر بجامعة غرناطة، جوسيب باكيس، أن المغرب زاد من نفقاته في المجال العسكري، بأضعاف مضاعفة، استنادا إلى المعلومات والبيانات التي قام بتجميعها من مصادر مختلفة، تتعلق بالمشتريات العسكرية. وقال التقرير الاستخباراتي الإسباني، "إن المغرب يعد زبونا وفيا للولايات المتحدثة التي تزوده بالدبابات، والطائرات حديثة الصنع، وزبونا لدولة الصين التي تزوده بقاذفات الصواريخ، والمذرعات، والمدفعيات". ونبه البروفيسور باكيس، إلى أن جبهة البولساريو لا تشكل لحد الآن تهديدا أمنيا كبيرا على المغرب، مستبعدا فرضية الحرب بين الجبهة والجيش المغربي، الذي يتسابق، على مستوى التسلح، مع الجزائر التي تتستر على معطياتها العسكرية. وسجل التقرير تراجع نفقات الجزائر على الأسلحة، مرجعا سبب ذلك إلى تهاوي أسعار النفط، وغياب الاستقرار السياسي بالدولة، على اعتبار أن العديد من المدن الجزائرية تشهد احتجاجات متكررة مطلع كل شهر. ووفقا لباكيس، فإن الوحدات العسكرية البرية المغربية، تتوزع على مختلف المدن، غير أنها متمركزة بشدة على الحدود المغربية الجزائرية، وكذا في الأقاليم الجنوبية، "مما يعني أن استراتيجية الدولتين المغربية والجزائرية، على المستوى العسكري، دفاعية بامتياز"، يقول البروفيسور المتخصص في المجال الأمني. وخصصت الدراسة الإسبانية، جزءا مهما، لعلاقة المغرب بمدينتيه سبتة ومليلية المحتلتين، موضحة أن "المغرب لا زال يضع نصب أعينه مدينتيه المحتلتين سبتة ومليلية، التي يمكن أن يدافع عنهما عسكريا، رغم المشكل القائم حول الصحراء المغربية".