يتواصل بشكل متسارع انتشار فيروس كورونا مع إعلان مزيد من الدول عن رصد حالات جديدة للوفاة أو الإصابة بالمرض، وسط مخاوف من تحول الفيروس إلى وباء عالمي. وأعلنت إيران ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 8 أشخاص، وإصابة أكثر من 40 آخرين، فيما قالت إيطاليا إن عدد المصابين بالمرض وصل إلى أكثر من 100 شخص. وفي الصين، مصدر الفيروس، بلغ عدد الوفيات الأحد 2442 بعد الإعلان عن وفاة 97 شخصاً إضافياً، كما أفادت وزارة الصحة عن 648 إصابة جديدة ما يرفع عدد المصابين في البلاد إلى حوالي 77 ألفاً. وفيات جديدة في إيران ففي إيران، أعلنت السلطات اليوم الأحد تسجيل ثلاث حالات وفاة جديدة جراء الإصابة بفيروس كورونا المتحور الجديد، ما يرفع عدد وفيات الفيروس في الجمهورية الإسلامية إلى ثمانية. وقال مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة كيانوش جهانبور، عبر التلفزيون الرسمي، إن عدد المصابين قد ارتفع إلى 40، مقابل 28 في اليوم السابق. تجدر الإشارة إلى وجود أكثر من 750 حالة يشتبه في إصابتها بالفيروس في أنحاء إيران. وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية إغلاق المدارس والجامعات في العديد من المدن بصورة مؤقتة. كما أعلنت السلطات إغلاق دور السينما حتى إشعار آخر، وكذلك إلغاء كافة العروض المسرحية والحفلات الموسيقية. أما مباريات كرة القدم، فقد تقرر إقامتها في موعدها، ولكن بدون جمهور. ويخشى كثيرون من أن عدد ضحايا الفيروس في إيران قد يكون أكبر بكثير مما تعلنه السلطات. غياب الحواجز في شمال إيطاليا، استيقظ حوالي 52 ألف شخص الأحد في مناطق "لا يسمح بالدخول إليها أو الخروج منها بدون إذن خاص"، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي. وأُغلقت الشركات والمدارس وأُلغيت الأنشطة الثقافية والرياضية وأُرجئت مباريات كرة القدم إذ تحاول الحكومة الإيطالية عزل منطقة لومارديا وفينيتو لمنع تفشي الفيروس. وأول تدبير عزل اتُخذ منذ شهر بالتمام في 23 كانون الثاني/يناير ل11 مليون شخص في مدينة ووهان في وسط الصين حيث ظهر وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي في كانون الأول/ديسمبر. أظهرت مشاهد بثتها قنوات تلفزيونية إيطالية محلية غياب الحواجز حول المدن المعنية. وينصّ مرسوم صدر السبت، على فرض عقوبات يمكن أن تصل إلى السجن ثلاثة أشهر على المخالفين. "أكثر من مئة إصابة" أكد أتيليو فونتانا رئيس منطقة لومبارديا شمالي إيطاليا، الأكثر تأثراً بالمرض، أن عدد المصابين في البلاد بات "أكثر من مئة" مطالباً ب"المزيد من الرقابة الحدودية". وتستعدّ فرنسا أيضاً إلى انتشار محتمل لوباء كوفيد-19، وفق قول وزير الصحة أوليفييه فيران الذي أكد أنه "يتابع عن كثب الوضع في إيطاليا". واعتبر في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" أنه "يُرجّح" احتمال أن يكون هناك إصابات جديدة في فرنسا. وأضاف: "اليوم ليس هناك سوى مريض واحد مصاب في فرنسا وهو في المستشفى في ليون. حالته الصحية ليست مقلقة. وكل الباقين، عدا رجل توفي عن ثمانين عاما، قد خرجوا من المستشفى بعد أن تماثلوا للشفاء وهم ليسوا ناقلين للعدوى". وتابع: "احتمال ظهور حالات أخرى مرجح بشدة. هل يصبح وباء؟ نستعد لذلك". وأشار الوزير إلى أن عدد معامل التحاليل المجهزة باختبارات تشخيصية ستزيد لتصل لطاقة "عدة آلاف" من الاختبارات يوميا مقابل 400 في الوقت الحالي. حالة الإنذار القصوى بدورها، أعلنت كوريا الجنوبية حالة الانذار القصوى الأحد بسبب تفشي فيروس كورونا. ومن أجل مواجهة الارتفاع السريع لعدد الإصابات، قرر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، رفع مستوى الإنذار إلى "أعلى درجة". وأكد مون بعد اجتماع للحكومة بهذا الشأن أن وباء كوفيد-19 هو "نقطة تحوّل. الأيام المقبلة ستكون حاسمة". وتضمّ كوريا الجنوبية، حيث سُجلت إصابة 600 وشخصين، ثاني أكبر عدد من المصابين على أراضيها بعد الصين، إذا استُثنيت سفينة "دايموند برنسيس" في اليابان. وأُعلن عن ثلاث وفيات إضافية الأحد ما يرفع عدد الوفيات الإجمالي إلى خمسة. ودعا الرئيس مون السلطات إلى اتخاذ "تدابير على نطاق غير مسبوق" في حين أُصيب المئات من أتباع طائفة مسيحية في جنوب البلاد. بين الصينوكوريا الجنوبية، لا تزال كوريا الشمالية التي كانت من بين أول دول أغلقت حدودها مع الصين، بمنأى عن الوباء رسمياً، إلا أن نظامها الصحي لن يكون قادراً على مكافحته في حال تفشى في البلاد، وفق توقعات خبراء. في الجهة الأخرى من آسيا، دُعي حوالي مئتا تلميذ إسرائيلي إلى البقاء في منازلهم لمدة 14 يوماً لاحتكاكهم بسياح كوريين جنوبيين مصابين. مخاطر تفشٍّ في الصين، بلغ عدد الوفيات الأحد 2442 بعد الإعلان عن وفاة 97 شخصاً إضافياً، جميعهم ما عدا واحدا في مقاطعة هوباي، مصدر الفيروس. وأفادت وزارة الصحة عن 648 إصابة جديدة ما يرفع عدد المصابين في البلاد إلى حوالي 77 ألفاً. وعدد الوفيات اليومي الذي أُعلن الأحد للساعات ال24 الأخيرة انخفض قليلاً عن العدد المسجّل في اليوم السابق (109) إلا أن عدد الإصابات الجديدة ارتفع مجدداً (394 السبت). إلا أن تفشي المرض خارج البلاد هو الأمر الذي يثير القلق. وتخشى منظمة الصحة العالمية "احتمال تفشي فيروس كوفيد-19 في الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة"، وفق ما قال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس. وهذه حال الكثير من الدول الإفريقية التي تُعتبر هياكلها الصحية وطواقمها الطبية غير مستعدة لمواجهة الوباء. حتى الساعة، سجلت مصر فقط في القارة الإفريقية، إصابة مؤكدة واحدة. وتقدّر دراسة نشرها الجمعة مركز الأمراض المعدية في جامعة "امبيريل كولدج" في لندن أن "حوالي ثلثي المصابين بفيروس كوفيد-19 الذين خرجوا من الصين لم يتمّ كشفها على المستوى الدولي". وفي بعض الأحيان، تغيب الإجراءات الوقائية: فقد أكدت اليابان الأحد أخيراً إصابة راكبة كانت على متن سفينة "دايموند برنسيس" وعادت إلى بلادها عبر القطار الأربعاء بعد أن جاءت نتائج فحوصاتها سلبية لجهة إصابتها. وعلى غرار هذه السائحة، هناك أكثر من عشرين سائحاً أجنبياً كانوا على متن السفينة. وأفادت قناة "إن إتش كاي" عن وفاة راكب ثالث كان على متن السفينة هو رجل ثمانيني تم إجلاؤه ثم نُقل إلى المستشفى. إلا أن وزارة الصحة اليابانية لم تؤكد المعلومة فوراً. وغادر الأحد 35 فرنسياً تمّ إجلاؤهم من الصين، مركزاً في جنوبفرنسا حيث كان يخضعون للحجر الصحي منذ 14 يوماً، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، وذلك بعد أن جاءت نتيجة "الفحوص سلبية لجهة إصابتهم بفيروس كوفيد-19".