لقيت حركة إحراق العلم الوطني، التي أقدمت عليها إحدى المشاركات في المسيرة التضامنية مع نشطاء حراك الريف المعتقلين، والتي نظمت يوم السبت الماضي، بالعاصمة الفرنسية باريس، إدانة واسعة من طرف جميع شرائح الشعب المغربي بما فيه المعتقلين على خلفية الحراك وعائلاتهم، وحتى من يصنفون في خانة المعارضين. فبعدما تبرأت اللجنة المنظمة من هذه الحركة التي وصفتها بالمشبوهة والغير المسؤولة خرج ناصر الزفزافي، القيادي في حراك الريف المعتقل في سجن "راس الما" والمحكوم بعشرين سنة سجنا، في رسالة صوتية اليوم الخميس، رافضا القعل المشين الذي شهدته مسيرة باريس. وقال ناصر الزفزافي القابع بسجن رأس الما بمدينة فاس، واصفا إقدام بعض المشاركين في المسيرة على إحراق العلم الوطني ب"الإرهابي والشنيع"، ومشددا على أن حارقة العلم المغربي "مجرمة". وأضاف ناصر الزفزافي، معبرا عن رفضه لما وقع في باريس ، معتبرا أنه مخططا له، متهما من أسماهم ب"الخونة والعملاء"، بمحاولة نسف "حراك الريف" في أوروبا من خلال هذه الواقعة. وكشف الزفزافي، أنه هو وباقي المعتقلين معه تفاجؤوا بالدعوة لمسيرة موازية مع المسيرة التي دعا إليها المساندون ل"حراك الريف" في باريس، متهما السلطات الفرنسية بالتواطؤ في الواقعة، لأنها لم تمنح عائلات المعتقلين على خلفية الحراك تأشيرات للحضور في مسيرة باريس، مشددا على أن حضور العائلات وعلى رأسهم والده أحمد الزفزافي، كان سيجعل التمييز بينا بين المسيرة الحقيقية التي دعا إليها نشطاء الحراك والمسيرة الموازية التي تسببت في واقعة حرق العلم. وحمل الزفزافي السلطات الفرنسية تتحمل المسؤولية في الواقعة، لأنها أعطت ل"العملاء والخونة" رخصة لتنظيم مسيرتهم، في نفس توقيت وزمان ومكان المسيرة التي دعا لها نشطاء حراك الريف في باريس. وأكد الزفزافي، على أن حرق العلم الوطني "تصرف مشين لم يسبق لأحد من أجدادنا أن قام به"، مضيفا أن ما وقع "شنيع ينم عن حقد وكراهية وإرهاب ممن كانوا يسعون لمس حراك الريف". وعن واقعة مطالبته رفقة باقي المعتقلين بإسقاط الجنسية، قال الزفزافي إن "إسقاطنا للجنسية لم يكن عبثيا ولكن مؤسس لأنه الدولة التي لا تصون كرامة المواطن لا يشرفني حمل جنسيتها"، مضيفا أن نشطاء الحراك خرجوا من أجل الوطن وينتمون إليه.