تقلص عدد المهاجرين غير الشرعيين المتوافدين على إسبانيا بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، إثر تقوية مدريد تعاونها مع المغرب في مجال مكافحة تهريب البشر والهجرة غير النظامية. هذا ما كشفته قصاصة لوكالة الأنباء الأمريكية أسوشييتد برس، التي ذكرت بأن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إسبانيا في 2018 بلغ 60 ألف شخص، لكن الإحصائيات الإسبانية تبين أنه ومنذ شهر فبراير 2019، تراجع عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إسبانيا عبر البحر بشكل كبير، واستمر معدل الواصلين في أدنى المستويات المسجلة في السنتين الأخيرتين. وأرجع تقرير داخلي للإتحاد الأوروبي – حصلت عليه وكالة الأنباء الأمريكية – هذا التراجع إلى الجهود المبذولة من أجل منع المهاجرين غير السريين من الوصول إلى الى نقط الإنطلاق البحرية. ”خلال الأربعة أشهر الماضية، ساهم تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا في تراجع الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا،” يقول تقرير الإتحاد الأوروبي، الذي تم تعميمه على المؤسسات الداخلية للإتحاد شهر مارس الماضي. وكانت الحكومة الإسبانية قد نشرت تقريرا رسميا شهر مارس الماضي تعلن فيه تراجع وتيرة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا عن طريق البحر الأبيض المتوسط، خلال شهر فبراير المنصرم، وذلك بوصول 1000 مهاجر سري فقط إلى السواحل الجنوبية الإسبانية، على متن 39 قاربا، بالمقارنة مع بداية عام 2019 التي فاق فيها عدد المهاجرين 4000، عبر مئات قوارب الموت. وكان زير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، قد قال خلال اجتماع له يوم الأربعاء 20 مارس الماضي حول قضايا الهجرة، إن "جهود السلطات المغربية في هذا المجال ساهمت بشكل كبير "في انخفاض أعداد المهاجرين الوافدين على السواحل الإسبانية". وربطت عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية، تراجع موجة المهاجرين نحو إسبانيا بزيارة ملك إسبانيا، فيليبي السادس، إلى المغرب ولقائه بالملك محمد السادس، والتباحث حول قضايا الهجرة التي أرَّقت البلدين خلال نهاية السنة المنصرمة. ومن جهة أخرى، ربطت وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس) تراجع ضغط الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا بسوء الأحوال الجوية الذي تسبب، الأسبوع الماضي، في مصرع 45 مهاجرا قبالة سواحل الناظور، وإنقاذ 21 آخرين من طرف البحرية المغربية وانتشال جثة واحدة. وكانت الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا وصلت إلى أعلى مستوياتها ما بين يناير 2018 ونهاية يناير 2019، مما أدى إلى موت عدد من المهاجرين في عرض البحر، مقابل وصول أفواج كبيرة لم يعرف لها مثيل من قبل، إلى السواحل الإسبانية الجنوبية.