بعد أن حطمت الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا كل الأرقام القياسية منذ يناير 2018 إلى نهاية يناير 2019، كشفت معطيات جديدة أن ضغط الهجرة السرية تراجع، بشكل واضح، منذ النصف الثاني من فبراير المنصرم بين البلدين، وهو الشيء الذي اعتبرته الصحافة الإسبانية بمثابة “هدية” من قبل الملك محمد السادس لنظيره الإسباني فيليبي السادس بعد أن طلب منه هذا الأخير مضاعفة الجهود في محاربة الهجرة السرية خلال زيارته الأخيرة للرباط يومي 13 و14 فبراير الماضي. في المقابل، اعترفت وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس) بتراجع ضغط الهجرة السرية بين المملكتين، لكنها أرجعته إلى سوء الأحوال الجوية، وهو الجو نفسه المضطرب الذي تسبب الأسبوع الماضي في مصرع 45 مهاجرا قبالة سواحل الناظور، وإنقاذ 21 آخرين من طرف البحرية المغربية، وانتشال جثة واحدة. بلغة الأرقام والإحصائيات، كشف التقرير الشهري ل”فرونتيكس” أن 3500 مهاجر غير نظامي وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي خلال شهر فبراير المنصرم عبر المسالك الأربعة الرئيسية للبحر الأبيض المتوسط، إذ تراجعت أعداد الواصلين ب58 في المائة مقارنة مع شهر يناير الماضي. المصدر أشار، كذلك، إلى أن هذا التراجع شمل، أيضا، الطريق الغربية للمتوسط (المغرب-الجزائر-إسبانيا)، لأول مرة بعد شهور من الضغط، حيث وصل 820 مهاجرا غير نظامي فقط إلى إسبانيا بنسبة انخفاض قدرها 80 في المائة مقارنة مع شهر يناير الماضي. وأعزى التقرير هذا الانخفاض إلى سوء الأحوال الجوية واضطراب البحر، مما يدفع المهاجرين إلى التراجع عن خوض مغامرة الهجرة. أما الصحافة الإسبانية فقد ربطت تراجع ضغط الهجرة السرية في المنتصف الثاني من فبراير الماضي بالانعكاسات الإيجابية لزيارة فيليبي السادس للمغرب على مجال مكافحة الهجرة السرية، في إشارة إلى أنه كلما كانت العلاقات ممتازة بين البلدين كان عدد الواصلين أقل. هكذا سجل يناير الماضي (2019) وصول 4900 مهاجر غير نظامي إلى إسبانيا بمعدل ارتفاع قدره 83 في المائة مقارنة مع نفس الشهر سنة 2018، قبل أن يتراجع الرقم إلى 820 مهاجرا غير نظامي شهر فبراير الماضي. وأوضحت “فرونتيكس” أن أغلب المهاجرين الواصلين إلى السواحل الإسبانية أو إلى سبتة ومليلية المحتلتين خرجوا من المغرب. في نفس السياق، كشف تقرير للحكومة الإسبانية، أيضا، تراجع وتيرة الهجرة السرية في الطريق الغربية للمتوسط (المغرب-الجزائر-إسبانيا)، إذ أن شهر فبراير المنصرم سجل وصول أقل من 1000 مهاجر سري إلى السواحل الإسبانية على متن 39 قارب موت، مقارنة مع أكثر من 4000 مهاجر على متن مئات القوارب خلال شهر يناير الماضي. لكن المصدر ذاته لم يكشف سبب تراجع الهجرة السرية، واكتفى بالإشارة إلى أنه خلال النصف الثاني من فبراير المنصرم وصل 151 مهاجرا فقط على متن 11 قارب موت إلى إسبانيا، أي أن هذا الانخفاض الواضح جاء مباشرة بعد زيارة ملك إسبانيا للمغرب يومي 13 و14 فبراير الماضي.