الاتحاد الأوروبي يعود ليحذر من تفاقم ظاهرة الهجرة السرية انطلاقا من السواحل المغربية والجزائرية صوب سواحل الجنوبية الإسباني، مقابل تراجع عدد المهاجرين غير النظاميين انطلاقا من السواحل الليبية تجاه الجنوب الإسباني. هذا ما كشفه تقرير أصدرته وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، مساء يوم أول أمس الأربعاء. التقرير أوضح أن عدد المهاجرين السريين الذي ينطلقون من سواحل طريق غرب البحر الأبيض المتوسط (المغرب والجزائر) صوب إسبانيا تضاعف في الشهور التسعة الأولى من هذه السنة مقارنة مع نفس الفترة من 2016. هكذا سجل وصول 14800 مهاجر سري إلى الجارة الشمالية في 2017. ودق التقرير كذلك ناقوس الخطر من ارتفاع عدد المهاجرين السريين الذين يصلون في الأسابيع الأخيرة إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب والجزائر، إذ بلغ الرقم 1800 مهاجرا خلال شهر شتنبره المنصرم وحده، بارتفاع قدره 25 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وأضاف أن أغلب المهاجرون الذين هربوا من بلدانهم الأصلية خلال هذه السنة إلى "الفردوس" الأوربي ينحدرون من المغرب والجزائر وساحل العاج، غير أن التقرير لم يحدد عدد المغاربة. ويبدوا أن كل هذا دفع الجزائر إلى الإسراع في إنشاء شرطة الحدود من اجل محاربة الهجرة السرية وتهريب البشر، حسب مصادر إعلامية جزائرية. في نفس السياق، كشف التقرير أن طريق وسط البحر الأبيض المتوسط (من ليبيا إلى إيطاليا) لازالت تعتبر البوابة الرئيسية للعبور إلى أووربا، إذ وصل إلى إيطاليا 104800 مهاجر سري في الأشهر التسعة ل2017، بانخفاض قدره 21 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. كما أن في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الواصلين من المغرب والجزائر إلى إسبانيا ب25 % في شتنبر الماضية مقارنة مع نفس القترة من السنة الماضية، يبرز التقرير أن عدد الواصلين من ليبيا إلى إيطاليا بلغ 5600 مهاجر، بمعدل انخفاض قدره 66 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من 2016. هذا وبلغ مجموعة الواصلين إلى أوربا عبر بوابات المتوسط خلال هذه السنة 156000 مهاجر، بانخفاض قدره 65 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من 2016. تقارير غربية أرجع هذا الانخفاض إلى تراجع ضغط الهجرة انطلاقا من ليبيا، على الرغم من عودة الضغط إلى السواحل المغربية. على صعيد متصل، عرف الجانب الإسباني من الشريط الحدودي الفاصل بين سبتةالمحتلة والداخل المغرب استنفارا أمنيا بعد رصد الاجهزة الامنية الإسبانية حوالي 1000 مهاجر ينتظرون فرصتهم غي الغابات المغربية المجاورة لاقتحام سياجات سبتة، لهذا تم نهج "مراقبة خاصة على المنطقة"، حسب وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي". المصدر ذاته أن تخوفات مدريد من وقع اقتحامات جديدة بعد دفعها إلى الاستعانة بمروحية تابعة للحرس المدني تقوم بتمشيط يومي للحدود البرية مع المغرب والتي تمتد على طول 8.2 كيلومتر مربع.