العوز ،الفاقة ،القهر والاستغلال، كلها عناوين تجتمع في قصة الشابة عالية العباسي، المنحدرة من دوار تازرين بميسور، التي تعرضت لاغتصاب متكرر نتج عنه حمل. قصة عالية تحمل الكثير من المأساة والمعاناة، فقد تعرضت الفتاة العشرينية للاغتصاب من طرف أحد أبناء عائلتها (ابن خالة أمها) ، إذ ظل هذا الوحش الآدمي يغتصب عالية تحت التهديد والوعيد بفضحها وسط أبناء الدوار، الأمر الذي جعل الضحية تتحمل وحشية المغتصب واستغلاله لها خوفا من “الفضيحة والعار”، إلى أن ساءت حالتها الصحية فاتجهت رفقة والدتها لإحدى المصحات، لتصدم هي قبل الأم بخبر حملها في شهرها الثالث . انكشاف أمر الحمل جعل عائلة عاليا تتدخل في محاولة للملمة ما يمكن جمعه من “الفضيحة”، اذ قاموا بمواجهة الجاني الذي رفض الاعتراف بفعلته، متهما إياهم بالتجني عليه حسب ما صرح به شقيق الضحية “لموقع نون بريس”، الشيء الذي دفع عائلة عليا، إلى تقديم شكاية بمركز الدرك الملكي بميسور كنوع من التصعيد ليتم توقيف المتهم وفتح تحقيق معه من طرف عناصر الدرك الملكي التي أحالته بدورها إلى المحكمة ليتم إطلاق سراحه بكفالة حسب ما رواه “لنون بريس” مصطفى شقيق عالية. شقيق الضحية روى “لنون بريس” وهو يغالب دموعه، كيف أن عالية دخلت في أزمة صحية ونفسية مباشرة بعد بلوغها خبر إطلاق سراح الجاني، حيث كانت تردد أنها ستقدم على الانتحار إذا لم يتم إنصافها من طرف القضاء . مأساة عالية بدأت تكبر مع اقترابها من شهر وضع حملها، حيث ساءت وضعيتها الصحية، ليتم نقلها إلى المستشفى الإقليمي بميسور الذي مكثت فيه 10 أيام برفقة أمها، ومع تدهور وضعها الصحي ونظرا لضعف الإمكانيات والتجهيزات في المستشفى الإقليمي لميسور، سيتم تحويلها إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة أثناء وضعها لجنينها، حيث توفيت بسكتة قلبية خلال إجراء عملية قيصرية لها لاستخراج الجنين، لكن التقرير الطبي لم يشر إلى حمل الهالكة، ولا إلى العملية القيصرية، مما خلف شكوكا كبيرا عند عائلتها حول إمكانية تعرضها لإهمال طبي. وما يدمي القلب أكثر أن الضحية عانت الأمرين وهي حية ترزق، ولم تتركها لعنة الفقر حتى بعد أن وافتها المنية، إذ ظلت مهملة في مستودع الأموات بمستشفى الغساني بفاس بعدما تعذر على والدتها دفع واجبات الكفن و التابوت، إلى أن تدخل بعض شباب العاصمة العلمية في مبادرة تطوعية لجمع التكاليف اللازمة، كنوع من المواساة للأم المكلومة. قصة عاليا خلفت حزنا وألما عميقا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تناقلها نشطاء هذه المواعد، لما فيها من معاناة ومأساة سواء لعاليا التي فارقت الحياة، أو والدتها التي انتشر لها شريط فيديو وهي تبكيها، بعدما قضت عشرة أيام تنام في العراء في ظل درجة حرارة منخفضة بمدينة فاس بسبب عجزها المادي .