تصوير : مراد ميموني حكاية بشرى ... فتاة حامل تختفي في صورة رجل حكاية بشرى إضوضار البالغة من العمر 19 سنة، حسب ماتؤكده الشهادة الإدارية المسلمة لها بتاريخ 25 نونبر 2009 والموقعة من طرف قائد قيادة سلوان بناءا على إفادة عون السلطة والتي تؤكد أنها مزدادة بقرية أركمان سنة 1991 من والدها محمد ووالدتها نعيمة بركاني والتي تقطن حاليا بشكل مؤقت كمتشردة بمنزل لايزال في طور البناء بدوار " بوغنجاين " التابع للنفوذ الترابي لبلدية سلوان، هي في واقع الأمر مآساة لفتاة في مقتبل العمر لم تنعم بحياة طبيعية بعدما وجدت نفسها أمام منعرج خطير قلب طفولتها رأسا على عقب دخلت على إثره عالم غريب عنوانه التشرد ومضمونه إستغلال لامنتهي لجسدها وكرامتها وحياتها بكل تجلياتها، ناظور سيتي إنتقلت إلى المكان الذي تقيم فيه بشرى وقضت برفقتها وقتا طويلا لتحاول البحث عن الحقيقة الضائعة في الحكاية الأليمة وتنقل بالصوت والصورة مرارة الواقع وتنبش بحرقة السؤال في العلبة السوداء لحياة فتاة تشكل حالة إستثناء، حيث يؤكد الكلام البريئ لهذه الأخيرة أنها ضحية قست عليها الضروف الإجتماعية بعد أن تخلت عنها الأحضان العائلية، لتستغل من طرف بعض الذئاب البشرية بطرق بشعة،وتحمل بين احشائها جنينا يرتقب أن يرى النور قريبا دون أن تعرف إلى حد كتابة هذه السطور الحقائق الكاملة حول حمل بشرى ،هذه الأخيرة التي ظلت لفترة طويلة لدى مجموعة ممن يعرفها تبدو رجلا بهندامها وملامحها الخارجية ويناديها الجميع بإسم " محمد " في حين تخفي الضحية في داخلها أنوثة مغتصبة مع سبق الإصرار والترصد بشرى .. واقع فتاة بحقيقة ضائعة خلال البحث والتحري الميداني بدوار " بويغنجاين " الذي يبعد بحوالي أربع كيلومترات عن بلدية سلوان المركز إتضح أن حالة بشرى يكتنفها جانب كبير من الغموض، حيث أكد لناظور سيتي محمد الرواني الكاتب العام لجمعية الحرية للتربية والرياضة التي تنشط بالدوار ذاته أنهم تعرفوا كجمعية على بشرى إضوضار مؤخرا وبلغ إلى علمهم أنها تعرضت إلى إغتصاب وإستغلال جنسي بشع على يد شخص يسمى " بنعيسى " معروف بمركز مدينة سلوان، مضيفا أن الفتاة منذ ظهورها بالدوار حيث تقيم بإحدى المنازل المتواجدة في طور البناء بشكل سري وإكشاف حقيقتها بعدما كانت تختفي في صورة رجل يسمى محمد، حيث قامت الجمعية ذاتها بعد بروز علامات حملها بمجموعة من التحركات بشأنها، كانت أولها إنجاز شهادة إدارية من قيادة سلوان خاصة بالضحية بناءا على إفادة أحد أعوان السلطة، إضافة إلى عرضها على المستشفى الحسني بالناظور حيث تم التاكد من حملها لحظتها في شهرها السابع وهي الآن على وشك وضع جنينها،وأضاف محمد الرواني أن بشرى تمر من محنة عصيبة جراء معاناتها الصحية مع قساوة البرد والتساقطات المطرية خاصة وأنها في لحظة المخاض ومهددة رفقة جنينها بالموت بحكم تواجدها بمفردها بالمنزل المذكور في ظل ظروف لاتتوفر فيها أدنى الشروط السليمة للعيش الكريم، مؤكدا ان السلطة المحلية بدورها مطالبة بتحمل مسؤوليتها تجاه حالة إنسانية صعبة للغاية مع ضرورة القيام بتحريات دقيقة بغية الوصول إلى إعتقال الجاني الذي إستغل بوحشية ظروفها ووضعيتها النفسية وكان وراء حملها صرخة إنسانية فهل من مجيب ؟ ببرائتها الخجولة تتحدث بشرى غير مبالية بالخطر الذي يحيطها من كل جانب مرحلة مخاضها التي تهددها بين كل لحظة وحين والظروف الصعبة التي تعيش فيها منذ مدة طويلة والتي إنعكست على وضعيتها الصحية بتداعيات وخيمة، وتتمثل تخوفات ساكنة الدوار والفاعلين الجمعويين في حالة الحمل الذي تتواجد عليه مما بات يفرض على الضمائر الحية والجهات المسؤولة التدخل قبل فوات الآوان قصد إنقاذ فتاة مغلوبة على أمرها وجنين في أحشائها قد يكون مصيره أسوء، إن لم يتم تقديم يد العون لحالة إنسانية بإمتياز، عبر توفير الشروط الملائمة، لوضع حملها والإعتناء بها، كما أضحت الجهات المختصة مطالبة بفتح تحقيق حول النازلة وإلقاء القبض على الشخص الذي تجرد من آدميته وإستغل بفضاعة فتاة في عمر الزهور قبل أن يطردها نتيجة علامات الحمل التي بدت عليها ليتخلص منها ببساطة غريبة وكأن شيئا لم يحدث،في إنتظار إتضاح الصورة أكثر حول عائلة الضحية هذه الأخيرة التي تاكد أنها والدها قد فارق الحياة منذ مدة طويلة وأن والدتها قد تزوجت من جديد وأن زوجها الحالي هو من كان وراء طردها وتشريدها عن باقي افراد أسرتها حيث لها اختان كما أكدت إحداها تسمى " ياسمينة" والأخرى " هنيدة " مصيفة أنها تتعاطى للتدخين مما يعرضها لخطورة أكبر، وتظل الحكاية المأساوية للفتاة بشرى أكبر من عمرها بكثير، وصرختها الإنسانية مدوية في عالم ذوي الضمائر الحية من أجل الإلتفاف حولها وحول قضيتها التي تدعو على الشفقة فهل ياترى من مجيب .. ؟