انا بالحكومة والسياسة جاهلُ عما يدور من المكائد ِ غافل ُ لكنني هيهات افْقهُ كوننا شعبا ً يتامى جُلّه ُ وأرامل ُ في كل ّ يوم ٍ فتنة ٌ ودسيسة ٌ حربٌ يفجّرُها زعيم ٌ قاتل ُ هذا العراقُ سفينة ٌ مسروقة ٌ حاقت براكينٌ بها وزلازل ُ هو منذ تموز المشاعل ظلمة ٌ سوداءُ ، ليل ٌ دامس ٌ متواصلُ شعبٌ اذا حَدّقْتَ ، كلّ ُ جذوره اقتُلِعَتْ ، وان دققتَ شعبٌ راحلُ اما قتيلٌ شعبُنا او هاربٌ متشردٌ او ارملٌ او ثاكلُ هذا هو الأمل المرجى صفقة ٌ أثرى بها الوغدُ العميلُ السافل ُ هذي شعارات الطوائف كلها وهم ٌ ، سراب ٌ ، بل جديب ٌ قاحل ُ والقادة " الأفذاذ "! سرب ٌ خائب ٌ هم في الجهالةِ لو نظرتَ فطاحل ُ هذا هو الوطنُ الجميلُ مسالخ ٌ ومدافن ٌ وخرائب ٌ ومزابل ُ سحقا لكم يامن عمائِمكم كما بِزّاتكم ، شكل ٌ بليدٌ باطل ُ سحقا كفى حِزبية ً ممقوتة ً راحت تُمايز دينَها وتفاضلُ ما الحزبُ الاّ سرّ ُ فُرقة ِ رُوحِنا فقبائلٌ هو شعبُنا وعوائلُ في كل حزب ٍ مصحف ٌ مُوحى به وبغار حَرّاء ٍ ملاك ٌ نازل ُ في الثأر أوطانُ التطرفّ مسلخ ٌ متوارث ٌ او مذبح ٌ متبادلُ في كلِّ حزبٍ للنواح منابرٌ وبكل قبو ٍ للسلاح معاملُ ولدق رأس العبقريّ ِ مطارقٌ ولقطع عنق اللوذعي ّ ِ مناجلُ انتم بديباج الكلام أماجدٌ وبنكث آصرةِ الوفاء أراذل ُ لا لم تعد نجفٌ تفاخرُ باسمكم لاكوفة ٌ ، لا كربلا ، لا بابلُ ما انتمُ الا بناءٌ ساقط ٌ نتنٌ مليءٌ ارضة ً متآكلُ انتم كأندلس الطوائفِ اُجهضتْ والموت اما عاجلٌ او آجلُ هجرت عباقرة ٌ مساقط َ رأسِها وخلافها ، لم يبق الأ الجاهل ُ لم يبق الا الجرح ُ قد خدعوه اذ قالوا لنزفه انت جرحٌ باسلُ لا ياعراقُ ثراك نهرٌ للدما وعلى ضفافِه للدموع خمائلُ الارض كل الارض من دم شعبنا اتقّدَتْ مصابيح ٌ بها ومشاعلُ الارض نبع الحُبّ لولا شلة ٌ هي حابلٌ للاجنبيّ ونابلُ يتآمرون على العراق وأهلِهِ زمرٌ على وطن الإبا تتطاولُ فهنا عميلٌ ضالع ٌ متآمرٌ وهناك وغد ٌحاقدٌ مُتحاملُ " شايلوكْ "جذلانٌ بكون بلاده فيها مآس ٍ جمة ٌ ومهازلُ ومتى العراقُ مضى ليرفعَ رأسَهُ دارت فؤوسٌ فوقَهُ ومعاولُ تُجّارنا اوطانُهُمْ صفقاتُهُمْ هم في الخيانة والرياء اوائل ُ لكن برغم صليبنا ونجيعنا فيسوع جلجلة العذاب يواصل يحيا العراق برغم شائكة الدما للنور نبعٌ للحياة مناهلُ لاتبك ِ قافلة ً تموت ، فإثرها ازدحمت على درب الفداء قوافل ُ ما أعظم الوطن الفخور بحتفه ِ متشائم ٌ بحياته ، وبموته متفائل – ولد في بغداد عام 1875م، ونشأ فيها حيث أكمل دراسته في الكتاتيب، ثم دخل المدرسة العسكرية الابتدائية فتركها، وأنتقل إلى الدراسة في المدارس الدينية ودرس على علماء بغداد الأعلام كالشيخ عبد الوهاب النائب، والشيخ قاسم القيسي، والشيخ قاسم البياتي، والشيخ عباس حلمي القصاب، ثم أتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ولازمهُ أثنتي عشرة سنة، وتخرج عليهِ وكان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماهُ شيخهُ الألوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مقابلاً لمعروف الكرخي. وعين الرصافي معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب، شمال الأعظمية، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الأعدادية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام 1902م، وظل فيها إلى أعلان الدستور عام 1908م، ثم سافر إلى اسطنبول فلم يلحظ برعاية، ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة سبيل الرشاد عام 1909م، وأنتخب عضواً في مجلس المبعوثان عام 1912م، وأعيد أنتخابه عام 1914م، وعين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام 1921م. ثم سافر إلى الإستانة عام 1922م، وعاد إلى بغداد عام 1923م، وأصدر فيها جريدة الأمل، وأنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، عام 1923م، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام 1924م، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1927م. ولقد بني لهُ تمجيداً لذكراه تمثالاً في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند التقاطع مع شارع الرشيد المشهور قرب سوق السراي والمدرسة المستنصرية الأثرية.