انطلقت بتونس منذ عدة أسابيع محاكمات في حق الأشخاص الذين تبث في حقهم ارتكاب انتهاكات حقوقية في حق أفراد الشعب التونسي ، خلال فترة حكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بنعلي ، و تجري هذه المحاكمات في دوائر قضائية مختصة . و يتابع المتهمون بلائحة مطولة من التهم من قبيل القتل العمد و التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان ، و يتقدم لائحة المتهمين الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، الذي لا يزال فارا خارج تونس. و انطلقت مرحلة الاستماع العلني بعد أن استمعت هيئة الحقيقة والكرامة، التي أنشئت في دجنبر 2013، و استمعت إلى حوالي 11 ألف ملف، في سرية تامة وراء أبواب مغلقة طيلة ثلاث سنوات. و ستعقد هيئة الحقيقة و الكرامة، جلسات علنية أخرى يومي 17 دجنبر و14 يناير المقبلين ، وهما تاريخان يرمزان لاندلاع شرارة ثورة تونس في 2010 وهروب بن علي عام 2011, ومن المقرر أن تشهد جلسات 17 دجنبر، مصالحة علنية يقدم خلالها مرتكبو الانتهاكات اعتذارهم للضحايا. يذكر أن فترة حكم بن علي -التي استمرت من 1987 إلى 2011- شهدت تعرض آلاف المعارضين الإسلاميين واليساريين للسجن والتعذيب والتنكيل، لكن مسار العدالة الانتقالية يشمل أيضا تاريخ تونس الحديث منذ الاستقلال تحت حكم الرئيس الحبيب بورقيبة وحتى 2013.