انطلقت، مساء اليوم الخميس 17 نونبر، أولى جلسات الاستماع لضحايا حكم الاستبداد والقمع في تونس، التي تشرف عليها هيئة الحقيقة والكرامة، في جلسات علنية لأول مرة، بعد ست سنوات من الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي. وعملت محطات التلفزيون المحلية على البث المباشر لجلسات الاستماع العلنية لضحايا الانتهاكات، في خطوة وصفت بأنها تاريخية لتونس ما بعد الثورة. وقالت سهام بن سدرين، رئيسة "هيئة الحقيقة والكرامة" التي تشرف على مسار العدالة الانتقالية في تصريح لوكالة "رويترز" إن "الجلسات تشكل حدثا تاريخيا مهما لكل التونسيين وستدرس للأحفاد والأجيال اللاحقة و ستعزز صورة تونس في العالم كنموذج للتسامح". وتعرض الآلاف من معارضي نظام بنعلي للسجن والتعذيب والاختفاء القسري والتنكيل، إلا ان مسار العدالة الانتقالية الذي دشنته تونس يهم تاريخها الحديث ككل ابتداء من حكم الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس إلى غاية 2013، في محاولة لطي صفحة الماضي. ويتم تنظيم جلسات الاستماع بفضاء خاص بالعاصمة كان ملكا لليلى بن علي، زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقالت سهام بن سدرين إن عقد الجلسات في الفضاء الذي كان مملوكا لزوجة الرئيس السابق له دلالة رمزية لأنه كان رمزا للفساد والاستبداد واليوم عاد للشعب من جديد". وبدأ عدد من التونسيين والتونسيات سرد تفاصيل القمع الذي تعرضوا له على يد النظام السابق، فيما طالب عدد من أهالي وأسر الشهداء بمعاقبة المجرمين وتكريم الضحايا.