ارتفعت مؤخرا معدلات الجريمة بشتى أنواعها في المغرب تعددت أشكالها و تنوعت أسبابها و دوافعها بشكل لم يعد يقبله العقل، حيث أصبحنا نشاهد مئات الجرائم التي ترتكب لأسباب تافهة إمابسب كلمة أو لعبة أو بسبب نزاع حول مبلغ مالي قد لايتعدى الدرهم أو الدرهمين كما هو الحال بالنسبة لحادثة القتل التي وقعت بمدينة بن أحمد أول أمس الثلاثاء . و بخصوص انتشار مثل هذا النوع من الجرائم اعتبر الباحث السوسيولوجي جمال فزة في تصريح خص به "نون بريس" أن الجرائم المتعلقة بالعنف انتشرت بقوة في السنوات الأخيرة الشئ الذي يعكس تفكك الروابط الاجتماعية ، فالمجتمع المغربي اليوم لديه أزمة رابط اجتماعي هذا الرابط يمكن تقسيمه إلى أربعة أبعاد ، رابط القرابة، و رابط المشاركة الاختيارية ،و الرابط العضوي ، ثم رابط المواطنة . ويضيف المتحدث ذاته أن الفضاء العمومي في المغرب يعاني من أزمة رابط اجتماعي ، و بالتالي يمكن أن نرد الجريمة باعتبارها أزمة إلى بعد من أبعاد هذا الرابط و نفسرها انطلاقا من خلل فيه، و هذا الرابط هو رابط القرابة ، بمعنى أن الأسرة المغربية تعيش مجموعة من الاختلالات و التحولات الكبرى و العميقة ، و للأسف التشريعات في المغرب لا تواكب هذه التحولات مما خلق بونا شاسعا بين القانون و المجتمع. و يؤكد فزة على أن هذا العنف ناتج أيضا عن التقهقر الذي أصاب الطبقة الوسطى في المغرب ، و التي يمكن اعتباره تلك اللحمة التي تجمع المجتمع ، و تعيش في تناغم مع الطبقة الدنيا ، فإذا تدهورت تدهور معها التعاون الاجتماعي و الروابط الاجتماعية و بالتالي انهيار المجتمع بأكمله .