طفَتْ على سطح الظواهر الاجتماعية المنتشرة في المغرب خلال السنوات الأخيرة سلوكات عدائية ضد الأصول، وصلت في أكثر من مدينة إلى درجة إقدام الابن على وضع حدّ لحياة أبيه أو أمّه لأسباب متباينة. وفي هذا الصدد، اهتزّت مدن كثيرة في السنوات القليلة الماضية على وقع جرائم قتل بشعة راح ضحيّتها عدد من الآباءٌ والأمّهات على أيدي أبنائهم. الباحث السوسيولوجي جمال فزة يرى أن التفكك الأسري أحد أبرز الأسباب الكامنة وراء تنامي ظاهرة الجرائم ضد الأصول خصوصا وأن الأسرة لم تعد تقوم بالدور المنوط بها في تربية الأبناء كما كانت قديما . وأضاف المتحدث ذاته أن التحولات المجتمعية التي فرضتها العولمة أفقدت الأبوين المكانة والقيمة الأخلاقية التي كانا يتميزان بها الأمر الذي يدفع الأبناء للتشكيك في القيم الاجتماعية ومكانة وقيمة الأبوين في المجتمع . وشدد فزة على أن تراجع القيم داخل الأسرة هو السبب العميق لارتفاع الجرائم ضد الأصول خصوصا وأن الأب كان فيما مضى هو الحارس للقيم داخل الأسرة وحين يغيب أو يغيب هذا الدور تغيب كل الضوابط ويصبح الابن عرضة للانفلات الأخلاقي وهنا نصبح أمام إنسان مغيب قيميا. وأكد المتحدث ذاته أن التهديدات التي فرضتها العولمة ساهمت في خلخلت هوية للأسرة وصنع مجتمعات تغيب فيها الحوار والتواصل وفقدان الثقة ويصبح العنف هو سيد المشهد .