تعرف هوامش المدن المغربية و خاصة منها الكبرى،انتشار الأحياء السكنة الهامشية و العشوائية،نظرا للنمو الديموغرافي الكبير و السريع، و الذي لم يواكبه مراعاة للجوانب الاجتماعية و السوسيو اقتصادية و الثقافية في السياسات التعميرية،مما أدى إلى ظهور مشكلة السكن الهش و الغير لائق، و الذي أفضى بدوره إلى نقص كبير في التجهيزات الضرورية،و حالة من الاكتظاظ داخل هذه المساكن، و ضعفا في الاستجابة إلى الحاجيات الدنيا في ميدان السكن، الشيئ الذي أدى إلى ظهور و استفحال الجريمة بل و تفريخها أيضا، لتتحول المنطقة إلى قنابل اجتماعية موقوتة تهدد الأمن و الاستقرار الجماعي للبلاد. و في هذا الصدد أكد الباحث السوسيولوجي "جمال فزة" أن الدولة في إطار السياسة الحضرية اليوم تنتج تفاوتا اجتماعيا في تملك الإنسان للمجال السكني،مما ينتج عنه عنف اجتماعي مع تفشي ظاهرة الاجرام بشكل مخيف جدا،لأن وجود هذه الظواهر لا يمكن اعتباره اعتباطيا أو حالة معزولة،بل هو نتاج سياسة مركزها اللاعدالة المجالية و الاقصاء الاجتماعي. و أشار الباحث السوسيولوجي ،إلى أن ساكنة هذه المناطق،يعيشون في عزلة و حصار مجالي و اجتماعي، بل إن الصورة النمطية للسكن الصفيحي تعتبر سكانها كالأجانب الغرباء رغم انهم ينتمون الى نفس المدينة، لكونهم ينحدرون من البوادي. وهذا يبرهن على التمايز السوسيومجالي بينهم، و بين ساكنة باقي أحياء المدينة، إذ أن واقعهم المنحط ومستواهم الثقافي ومكانتهم الاجتماعية وطبيعة الأنشطة التي يمارسونها، بل و حتى مظهرهم، كل هذا يفرض عليهم الانعزال، و عدم القدرة على الاندماج مع باقي سكان المدينة، وقال "فزة" أن العنف و الجريمة نتيجة منطقية لهذا النوع من التهميش،وذلك لعدم الإحساس بتكافؤ الفرص و عدم الإحساس بالأمان يؤدي إلى الانكماش و البحث عن هوية خارج الهوية الوطنية و خارج هوية المدينة ،حيث يتم إيجادها في الحركات المتطرفة أو داخل العصابات الإجرامية ،لذلك نلاحظ أن الأحياء التي ترتفع فيها قوة التطرف الإسلامي تجد فيها العنف و الجريمة بشكل كبير أيضا. و أضاف "الباحث السوسيولوجي" على أن هناك سياسة مجالية عنيفة،تلعب الدور الكبير في الارتفاع الكبير للعنف و الجريمة بالأحياء الهامشية، و أيضا بما يسمى بالسكن الاجتماعي الذي يتوفر على كل الصفات إلا أن يكون اجتماعيا،فكيف لرب أسرة رفقة زوجته و أبناءه أن يقطنوا في مساحة 50 متر؟ البنات بدون زواج و الأولاد عاطلين عن العمل و أحيانا الأب أيضا،لذا يمكن اعتباره سكنا يقي من الحر و الشتاء و لكنه لا يرقى إلى إلى أن يحفظ كرامة و آدمية قاطنيه.