لا تزال الجبهة الانفصالية البوليساريو لم تتوقف بعد عن استفزازاتها المتكررة للمغرب، حيث أقدمت في ال 16 من مارس الماضي، على إطلاق طلقات نارية تحذيرية على أفراد من بعثة المينورسو، وفق ما أعلنه، يوم الخميس 19 أبريل الجاري، المتحدث باسم الأممالمتحدة، استيفان دوجاريك. أحمد نور الدين، الخبير في شؤون الصحراء، يرى أن السياق العام الذي دفع بالجبهة الانفصالية إلى الإقدام على هذه الخطوة واضح، خاصة بعد تصعيد المغرب نبرته ضد الاختراقات التي تقوم بها الجبهة الانفصالية مدعومة من النظام الجزائري الذي يتحكم في قرار الانفصاليين وقدراتهم العسكرية؛ إذ يدربهم ويمولهم ويسلحهم. وقال نور الدين في تصريح ل"نون بريس"، إن هذه الطلقات النارية تحاول من خلالها الجزائر خلق توازن للضغط الذي يمارسه المغرب لتطهير المنطقة العازلة من أي تواجد"بغض النظر هل هو تواجد للمسلحين أو غير المسلحين، بحيث أن اتفاق إطلاق النار لم يميز بين المسلحين من غيرهم في المنطقة التي كانت خالية وعليها أن تبقى خالية وفق الاتفاق". وأوضح الخبير في شؤون الصحراء أن الجزائر تحاول أن تضغط من جهتها، تفاديا لأي موقف قد يصدر من مجلس الأمن و"إن كان ما يتسرب من تقرير للأمين العام للأمم المتحدة في صيغته التي كتب بها، ليس فيه ما يوحي بأن القرار الذي سيصدر بعد أيام سيكون في صالح المغرب من خلال فرض إخلاء هذه المنطقة وإدانة جبهة تندوف". وحول ما إذا كانت الخطوة التي أقدمت عليها الجبهة الانفصالية ستدفع المملكة للتحرك عسكريا، أكد نور الدين، أن المغرب تأخر كثيرا في التحرك في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن الرسالة التي وجهها المغرب عبر السفير الدائم في الأممالمتحدة، عمر هلال، من أن أي تواجد في المنطقة يعتبر إعلان حرب على المغرب، لا يمكن أن تكون مجرد إعلان للضغط أو للمناورة، خاصة وأن هذه الرسالة أُصدِرت بعد 43 سنة من الصراع وبعد 27 سنة من الصبر على هذه الخروقات. وأبرز أحمد نور الدين، أن المغرب يسير حسب استقراء المؤشرات بعد هذا التصعيد؛ نحو تطبيق القانون فوق أراضيه بهذه المنطقة العازلة؛ لأن الأممالمتحدة ثبُثَ بالوثائق والوقائع الميدانية أنها أخلت بواجبها في الحفاظ على طبيعة هذه المنطقة. وهو ما يبرر استعمال الجيش المغربي القوة في المنطقة لتطهير أراضيه في بئر الحلو وفي المحبس وميجك وتفارتين وغيرها التي دنستها المليشيات الانفصالية، وكل المؤشرات سواء العسكرية والأمنية والسياسية تسير في هذا الاتجاه. وأشار الخبير في شؤون الصحراء، إلى أن الجزائر تسير هي الأخرى في اتجاه التصعيد، وقد تسير الأمور نحو حرب شاملة بين البلدين لأن المغرب ربما وصل إلى مرحلة أصبحت فيها تهديدات حقيقية للانفصال في أقاليمه الجنوبية إذا لم يتحرك بحزم وقوة.