أقام الجيش الإسباني يوم الجمعة الماضية، احتفالا بمدينة مليلية المحتلة أسماه "الذكرى ال92 لحصول وحدة الإمداد في البحرية على ميدالية نتيجة أدائها في "إنزال الحسيمة" لسنة 1925″، وهي السنة التي انهزمت فيها المقاومة الريفية بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، بعد تحالف فرنسا وإسبانيا. الاستعراض العسكري الذي قام به الجيش الإسباني؛ جعل الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تدخل على الخط، لتُدين هذه الخطوة التي وصفتها بالمستفزة ل"عموم الشعب المغربي ولأرواح آلاف شهداء الريف في مقاومتهم للاستعمار الإسباني". وأكدت الرابطة في بلاغ لمكتبها التنفيذي على أن مليلية "جزء لا يتجزأ من التراب المغرب"، مستنكرة في الوقت ذاته "الصمت الرسمي الحكومي"، مطالبة الحكومة ب"اتخاذ موقف رسمي قوي يرفض فرض الأمر الواقع بالمنطقة، واستفزاز المغاربة بالاحتفال بما سمي انتصارا على المقاومة في حرب قذرة تكالبت فيها قوى الاستعمار على شرفاء المقاومة الريفية البطلة". وطالبت الرابطة المجتمع الدولي ب"فتح تحقيق حول الهجمات على منطقة الريف بالمواد السامة والخطيرة والمحظورة دوليا التي نتج عنه استشهاد الآلاف من المواطنات والمواطنين المغاربة واستمرار تداعيات ذلك صحيا وبيئيا إلى الآن، والتي مهدت لما سمي ب"إنزال الحسيمة". وعبرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عزمها "مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لإدانة هذه الخطوة التي تزيد المنطقة اشتعالا وتوجها نحو سباق التسلح تزامنا مع ما يجري في جنوب المغرب"، إلى جانب تنظيم "وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسبانية بالرباط يوم 29 أبريل 2018 بمناسبة يوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية ولإدانة ورفض الاستفزازات الأخيرة والمطالبة بجلاء وتصفية الاستعمار الإسباني عن كافة المناطق المغربية المحتلة". وإنزال الحسيمة هو عملية إبرار بحري و جوي، قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8 شتنبر 1925، بساحل الحسيمة بهدف حسم حرب الريف. وتمثلت العملية في إنزال مفاجئ ل13000 جندي، تم نقلهم من سبتة و مليلية، عبر 24 سفينة نقل حربي إسبانية و فرنسية، و إنزالهم في شاطئي إجداين و لاسيباديا المتواجدين في منطقة الحسيمة. وقاد العملية آنذاك كل من الجنرال بريمو دي ريبيرا و الجنرال خوسي سانخورخ.