يحتفل الجيش الاسباني في هذه الايام بالذكرى التسعين، لهجومه على الحسيمة سنة 1925، الذي شكل نقلة نوعية في حربه التي خاضها مع المجاهدين الريفيين بقيادة الامير محمد بن عبد الكريم الخطابي. وفي هذا الصدد ينظم الجيش الاسباني معرضا مفتوحا بالمتحف العسكري بمليلية، يضم صورا توثق لما يعرف "بانزال الحسيمة" الذي بدا في سبتمبر من سنة 1925 بمشاركة قوات اسبانية وفرنسية بحرية وبرية مدعومة بسلاح الطيران. وحضر امس الاثنين في افتتاح المعرض كبار ضباط القوات المسلحة الاسبانية، والقائد العام لمدينة مليلية المحتلة، وقائد القوات المسلحة الاسبانية في مليلية الجنرال "فرناندو غوتيريز دياز دي اوتازو": وفي كلمة بالمناسبة قال العقيد مورينو بلمونت، مدير مركز تاريخ مليلية، ان "انزال الحسيمة" هو اول انزال بحري في التاريخ الذي حقق نجاحا باهرا على حد قوله، معتبرا هذا الحدث "بداية نهاية الحرب في المحمية الاسبانية في المغرب". ويضم هذا المعرض الذي صورا لمختلف مراحل الانزال، ورشاشات وبنادق استعملت في الحرب اضافة الى وثائق وخرائط استعملها الجيش انذاك. وتجدر الاشارة ان نزال الحسيمة ، هي عملية انزال بحري و جوي، قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8 شتنبر 1925، بساحل الحسيمة، في الريف، بهدف حسم حرب الريف. يعتبر الإنزال الأول من نوعه في التاريخ العسكري، و تمت دراسته، لاحقا، خلال الإعداد لإنزال نورماندي في الحرب العالمية الثانية. تمثلت العملية في إنزال مفاجئ ل 13000 جندي، تم نقلهم من سبتة و مليلية، عبر 24 سفينة نقل حربي إسبانية و فرنسية، و إنزالهم في شاطئي إجداين و صباديا المتواجدين في منطقة الحسيمة، بقيادة الجنرال بريمو دي ريبيرا و الجنرال خوسي سانخورخو، الذي كان قائدا عملياتيا لقوة الإنزال. ومن بين القادة العسكريين الذين شاركوا في العملية الكولونيل فرانثيسكو فرانكو، و الذي رقي إلى رتبة جنرال بفضل أداءه خلال الإنزال،ومنحه الملك لقب ماركيس الريف.