قال عبد الله البقالي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أن الأسباب الحقيقية للنزاع في الصحراء يمكن تلخيصها في أربعة نقاط، أولها الأجندة السياسية وكذلك موازين القوى بالمنطقة، بالإضافة للصراع الموجود حول مناطق النفود، والصراع السياسي داخل المغرب، حيث أن كل طرف يريد توظيف هذه القضية لصالحه من أجل كسب موازين القوى. و خلص البقالي الذي كان يتحدث في الندوة الوطنية التي نظمتها الشبيبة الاستقلالية حول موضوع: "تطورات قضية الصحراء ورهانات ترسيخ دعائم الدولة الحديثة"، إلى أن الجزائر ساهمت بشكل كبير في تأزيم ملف الصحراء، وكان هدفها من ذلك إلهاء المغرب بهذا الملف حتى لا يتمكن من بناء اقتصاده ونظامه السياسي، و قد تأتى لها ذلك و لو جزئيا. فيما أكد السفير السابق أبو بكر بنونة، خلال مداخلته على أن ملف الوحدة الترابية كان من بين أولويات الحركة الوطنية التي كانت تناضل من أجل رحيل فرنسا و إسبانيا عن التراب المغربي حيث كانت المطالبة بالاستقلال دائما مقرونة بالوحدة الترابية. عبد الفتاح الفاتحي الباحث المتخصص في شؤون الصحراء، ركز على الجانب الحقوقي الذي اعتبره من بين نقط ضعف ملف الصحراء المغربية ، بالإضافة لموقف الاتحاد الإفريقي المناصر لأطروحة الجزائر، في الوقت الذي أكد فيه على أن المشاريع التي أعلنها الملك تدل على أن المغرب له تصور لمستقبل الصحراء، و أن كل المؤشرات تدل على استحالة انفصال المغرب عن صحرائه، و بالخصوص مسألة الإرهاب التي أصبحت تؤرق العالم بأسره. و في الختام أكد صبري الحو الخبير في القانون الدولي وقضايا الصحراء والهجرة، على أن المغرب لا يمكنه إعطاء الحكم الذاتي للصحراء إلا بعد إجراء مفاوضات مع البوليساريو يتم الاتفاق فيها على هذا المقترح، و بالتالي يتم طي صفحة الخلاف هاته إلى الأبد، حيث أشاربذلك إلى أن هناك من يخلط بين الجهوية المتقدمة كمشروع يهم التراب الوطني بأسره، ومسألة الحكم الذاتي التي تعتبر بمثابة حل مقترح لمشكل الصحراء. يذكر أن هذه الندوة التي نظمت مساء أمس الجمعة، بدار الصنائع بتطوان، عرفت حضورا كبيرا و نوعيا، و أتت في إطار الاستعداد لعقد الملتقى الوطني للكفاءات و الأطر، الذي ستنظمه منظمة الشبيبة الاستقلالية.