إن من بدع الزمان التي ما فتئت تفاجئنا بها اتصالات المغرب لتجني أرباحا خيالية مستفيدة من عفوية وأحيانا جهل بعض المغاربة، هي تلك التقليعات التي تخرج بها من حين لحين، ونحن نتساءل هل من رقيب أو حسيب بهذا البلد. فوجئت مرة من اتصالات المغرب تبعث لي رسالة قصيرة تقول: اسمي رشيد من مواليد البيضاء وأعمل بالبورصة هل يمكن لي التعرف, لتليها عبارة للمشاركة في الدردشة ابعث كلمة أقبل على الرقم “…” فماذا يدعى هذا التصرف بالله عليكم؟ وأحيانا أتجاهل الاتصالات التي أتلقاها على الهاتف الثابت من مراكز الاتصال المقامة بالمغرب والتي تعرض علي شراء بعض المواد أو الأجهزة أو الخدمات, أتجاهل رغم كوني أعرف تماما أن مجرد تسليم شركة مركز الاتصال معلومات تفيد عنوان سكني وهاتفي و اسمي و لقبي هو جريمة يمكن أن أتابع بها شركة اتصالات المغرب, كلها أشياء نتجاوزها في زحمة الحياة ومشاكلها التي تنهكنا ولا تنتهي رغم كل المحاولات اليائسة التي نقوم بها كل يوم و كل شهر و بكل ساعة. لكن اليوم جديد السيد المحترم احيزون هو “شوافة” بالمعنى المتعارف عليه في المملكة المغربية شوافة ترسل لك رسالة قصيرة على هاتفك و تقول: عندي أخبار تهمك إلى بغيت تعرفها جاوبني, رسالة قصيرة باللهجة المغربية لفئة مستهدفة من منخرطي شركتنا المبجلة وعندما يركبك الفضول وتجيب، تبدأ الشوافة بسؤالك عن اسمك و اسم والدتك و برجك و كلما أجبت إلا و قالت لك كلاما يفيد معرفتها بالغيب فتسكنك هواجس غريبة كيف يمكن لهده الشوافة أن تستفيد من رصيدك و تلعب على أعصابك و أنت المواطن البسيط و المقهور في ظل حكومة السيد عباس الفاسي الذي لم يكتفي بدفع شبابنا للانتحار بعد عملية النجاة بل يسعى إلى الالتحاق بموسوعة غينس للأرقام القياسية في إبادة أحلام المواطنين المغاربة. إن شوافتنا التي ما فتئت تلعب بفضول الكائن البشري فينا, وفي كل حين تتوقف عن إجابتها تبعث لك رسالة قصيرة و تقول :عندي ليك خبار خايبة لازم تعرفها ا جاوبني. فتزيد شوافتنا خوفا جديدا فطريا في أنفسنا خصوصا في ضل الأزمات و الغلاء والبطالة والاستبداد الذي يسكننا منذ أول صرخة طلقناها عند زيارة الدنيا. عوالم ندخلها ونحن لا نعرف النتيجة ندور في حلقة مفرغة ما بين التسيب الحاصل في المؤسسات الأخطبوطية التي تسيطر على زمام الأمور في بلدنا. ليس الكلام هنا حشوا أو رغبة في مزايدات وطنية لكنه المر الذي نتجرعه من عوامل خارجية تتحكم في هوائنا و خبزنا وأقدارنا. شباب و شيب في بلدي لا يعرفون الفرق بين الألف و عمود الكهرباء و يتواصلون بالهواتف النقالة من شبكات متنوعة تسيطر فيها اتصالات المغرب, التي تستغل الشباب والشابات و الشيوخ لكل نصيب عندها تلعب على الرغبات و الكوابث الإنسانية فتجني أرباحا و تحطم قلوبا وتبكي أناسا ونحن نسمع ونشاهد و لا حول و لا قوة إلا بالله. [email protected] للتواصل مع الكاتبة: