من بين التعاليق الذكية التي سمعتها حول تقييم المرحلة الجديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، هو استلام ائتلاف المعارضة لمقاليد الحكم الكروي بالمغرب، بعد سقوط الائتلاف الحاكم، الذي كان مكونا من مسيرين محسوبين على فريقي الجيش الملكي، والرجاء البيضاوي، في حين أن الائتلاف الذي تسلم مقاليد الحكم، بعد تنحي الجنرال بن سليمان، مكون من مسيرين محسوبين على فريقي الوداد البيضاوي، والفتح الرياضي، فإذا كانت المرحلة السابقة تميزت بهيمنة أعضاء فريقي الجيش الملكي، والرجاء البيضاوي، على كراسي التسيير داخل الجامعة، (الجنرال حسني بن سليمان، ومحمد أوزال) فإن المرحلة الراهنة تشهد تحول موازين القوى إلى قلعتي الوداد البيضاوي، والفتح الرياضي، بحكم الانتماء الرياضي لرئيس جامعة الكرة، علي الفاسي الفهري، الذي سبق له أن كان منخرطا بفريق الوداد البيضاوي، كما عمل مسيرا في نفس النادي، بشغله لمنصب نائب الرئيس في مرحلتين، كانت الأولى في عهد الرئيس نصر الدين الدوبلالي، والثانية في عهد الرئيس الطيب الفشتالي، في حين أنه الآن يشغل منصب رئيس المكتب المسير لفريق الفتح الرياضي فرع كرة القدم، في إطار الإستراتجية الجديدة التي حملها مدير الكتابة الخاصة لجلالة الملك محمد السادس، محمد منير الماجيدي، رئيس المكتب المديري لنادي الفتح الرياضي. الطريف في الأمر أن جهابذة التسيير المغربي، الذين ألفوا الخروج إعلاميا بقدرتهم الخارقة على العمل على تصحيح الوضع، وقدرتهم على صنع المعجزات، والرقي بالكرة الوطنية، اكتفوا جميعا بالاختباء في أوكارهم، والانحناء أمام إعصار العهد الجديد، ولم يتجرأ احد منهم على تقديم ترشيحه، وحتى الذين اختاروا المناورة وإعلان تقدمهم بملفات ترشحهم، لم يصمدوا سوى ساعات معدودة، قبل أن يعتذروا عن خرجاتهم الإعلامية المحسوبة المصالح، والواضحة الغاية، إذ يفتقر المسير المغربي للجرأة الأدبية، والتحلي بروح المصداقية في تصريحاته، لكنه في المقابل يمتلك ما هو أهم في الحياة السياسية والرياضية والاقتصادية في وطننا الحبيب المغرب، ونعني هنا امتلاكه ل “وجه صحيح” يستعمله كرأس مال لا ينضب. “إن لم تستح فاصنع ما شئت”، هذا أقل ما يمكن أن نقوله لكل صاحب “شكارة” اتخذ من كرة القدم، مطية لتحقيق مآربه، الكامنة في تعبيد الطريق نحو إحدى قبتي “البرلمان” بعدما عرف من أين تأكل الكتف، وأتقن لعب دوره المحدد فوق خشبة مسرح الضحك على ذقون العباد، واحترف الحديث إلى وسائل إعلام مدفوعة الأجر، كونه الأصلح لخدمة البلاد، مرددا أسطوانة مشروخة، لكنها محشوة بأغاني الكذب والبهتان، ظاهرها عتاب، وباطنها نفاق، نجنى الله وإياكم من شر المنافقين.