دعا الائتلاف المغربي للثقافة والفنون الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية وجمعيات المجتمع المدني وكل المكونات المجتمعية الوطنية إلى حث الحكومة المغربية على الإسراع في التوقيع على اتفاقية التعددية الثقافية التي صادقت عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة بمقر منظمة اليونسكو في 20 أكتوبر المنصرم حتى تدخل حيز التنفيذ لحماية تنوع المضامين الثقافية وأشكال التعبير الفني. ونوه الائتلاف، في بلاغ توصلت التجديد بنسخة منه، بالمجهود الكبير الذي قام به الخبراء المغاربة، سواء على مستوى النقاش أو صياغة الاتفاقية، وأشاد بالدور الريادي الذي قامت به ممثلة المغرب باليونسكو من أجل التوافق على صياغة هذه الاتفاقية. وأشار البلاغ إلى أن هذه المصادقة تبين مدى تشبث المجتمع الدولي للحفاظ على المقومات الثقافية لكل دولة، وسعيها إلى سن وتخطيط سياسات ثقافية خاصة بها تحصن المنتوج الثقافي المحلي. واعتبر حسن النفالي، رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، أن المصادقة على هذه الاتفاقية كانت نتيجة عمل مجهود قام به مجموعة من المثقفين المبدعين على المستوى العالمي ومنهم الائتلاف المغربي، وتأسف النفالي لعدم مشاركة مجموعة من الدول العربية، منوها بكون المغرب هوالدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي كانت ضمن فعاليات المجتمع المدني العربي التي واكبت فعاليات مسيرة الاتفاقية التي سهر عليها خبراء، ينتمون إلى الدول الأعضاء في هيئة الأممالمتحدة والمجتمع المدني، الذي كان ممثلا ب30 دولة، منها المغرب، في إطار المجلس الدولي للائتلافات من أجل التعددية الثقافية. وصرح النفالي، في اتصال هاتفي لالتجديد، أن هذا المجهود توج بمصادقة 148 دولة وامتناع 4 دول (أستراليا، الهندوراس، نيكاراكوا وليبيريا)، ورفض أمريكا وإسرائيل للاتفاقية، حيث وصف البلاغ الصحفي للائتلاف يوم التصويت بكونه «كان كارثيا على الولاياتالمتحدةالأمريكية التي منيت بهزيمة نكراء جراء معارضتها لهذه الاتفاقية». وقال النفالي تعليقا على هذه النتيجة: «بطبيعة الحال هذا ليس غريبا على هاتين الدولتين، فهما دولتان لا تمتلكان ثقافة، ومن ثم لا يمكن إلا أن يكونا ضد المشروع الثقافي»، وأضاف أن «أمريكا تؤمن فقط بالثقافة الأحادية»، وأن النموذج الفكري والثقافي المثالي الذي ينبغي أن يسود العالم هو النموذج الأمريكي، وهذا هو الذي جعل منظمة اليونسكو أن تفكر في إيجاد هذه الآلية للحد من الهيمنة». وأشار النفالي إلى أن الائتلاف يؤمن بالتعددية والانفتاح مع ضرورة تحصين مقومات ثقافتنا الوطنية، وخصوصيات المنتوج الثقافي المحلي. وعن دور الائتلاف بعد مرحلة المصادقة الدولية، أكد النفالي أن الائتلاف المغربي سيقوم بالحملات التحسيسية من أجل الضغط على الحكومة المغربية للتوقيع على الاتفاقية التي تتطلب توقيع 30 دولة على الأقل بالرغم من أن الأمر سيكون محرجا للمغرب، الذي سبق أن وقع اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا. وأضاف النفالي أن المادة العشرين تبين أنه في حالة تعارض اتفاقيتين، فإن الآلية المعتمدة تؤول للاتفاقيات ذات الطابع الدولي، وهذا من شأنه أن يؤثرعلى اتفاقية التبادل الحر المبرمة بين البلدين. وقد سبق للائتلاف أن خاض عدة معارك وقام بمجموعة من الوقفات والاحتجاجات ضد اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين المغرب وأمريكا، وسيبذل قصارى جهده للتعريف بهذه الاتفاقية التي يعتبرها وسيلة من وسائل الحد ولو بشكل جزئي من هيمنة الولاياتالأمريكية على الشأن الثقافي العام.