سعيد الكرتاح – نبراس الشباب: موعد الإنصراف قد حان: حان موعد الانصراف قبل أن تكتمل حديثها، قطعها سعيد ووعدها بأن يساعدها لتجاوز كل هذه المحن، وحتى في البحث عن الأب المختفي، وغادرا شاطئ البحر بعد أن مسح كل واحد منهما دموع الآخر، على جانب البحر اقتنى سعيد وردة حمراء أهداها لها إيمانا بالحب والحنان، وفي محطة التاكسيات ودعا بعضهما البعض، على أمل اللقاء في موعد آخر. رؤية الصدفة غيرت مجرى الأحلام: في اليوم الثاني، بينما كان سعيد يتجول بالحي الإداري للمدينة حوالي التاسعة صباحا، وبصدفة مفاجئة أبصر من كانت يتمناها ويعتقدها شريكة حياته رفقة شاب آخر يجلسان فوق كرسي خشبي في حديقة عمومية يتبادلان الابتسامات، مرة اعتقد أنها رفقة أخيها جالسين، وثارة أخرى يشك أنهما عاشقان على ما يبدوا من تصرفاتهما، لم يعلم سعيد ما سيفعل سوى أن ينتظر ويترقب المشهد، سريعا، ودعا بعضهما وانصرف كل واحد إلى حال سبيله، وبحركة لا شعورية، أسرع “سعيد” وراء ذاك الشاب، وأوقفه بعدما أدى عليه تحية السلام واستفسره بدافع الفضول عن علاقته بتلك الفتاة ومن هي؟، اندهش “الشاب” من سؤال سعيد معتقدا أنه أخوها أو أحد من أفراد عائلتها، وبسبب الخوف، أجاب بدهشة أنهما التقيا بصدفة لا غير، حكا له سعيد ما وقع بينهما وابتسم الشاب في وجهه قائلا: كنت أعتقد أنك أحد من أفراد عائلتها، إلا أنك واحد ممن ركبوا أمواج الحب الظالم، إنها يا أخي مجرد فتاة عاهرة تمشي مع هذا وذاك كأي فتاة هذا العصر، “راك عارف بنات اليوم”، جواب الشاب كان صادما بالنسبة لسعيد وكان مألوفا أيضا. بدأ سعيد يتعرف على الشاب، وعلم أنه فقد علاقة للمرة الأخرى، لكنه كسب معرفة شاب آخر سيضيفه ضمن قائمة معارفه مستعينا بالمقولة العربية “كثر من معارفك وقلل من أصدقائك”، وبعد ذلك تعرفا وودعه سعيد وللحديث بقية. تلفون كذابة: فكر “سعيد” جيدا في كيفية ستمكنه من التعرف على مزيد من تفاصيل الواقعة الغير متوقعة،عبأ هاتفه النقال واتصل بها، أجابته بصوت منخفض ورحبت به على الخط الهاتفي وابتسمت قليلا، سألها عن ما إذا كان من الممكن اللقاء بها بعد لحظات، أجابت أنها لن تستفيق بعد من نومها وأنها في حالة مرض يحول معه مغادرة البيت، لينقطع الاتصال. الاتصال قطع الأمل: نسي سعيد تلك الفتاة، وتناسى السيناريو الأخير، ولم يعد يفكر في العلاقات عاطفية مع الجنس اللطيف، كيفما كان شأن جمال حواء وخلقتها، وعلم بذلك أن كل فتاة تربط علاقة ما، لا تربطها إلا لأمر في نفس يعقوب، وقرر أن تكون هذه نهاية كل العلاقات، ولكن الحب لا يعرف المنطق. ...ذات صباح، استيقظ سعيد على رنة هاتفية من فاطمة الزهراء: فاطمة الزهراء: صباح الخير. سعيد: صباح النور، أعتذر لا يمكنني الحديث معك الآن لسبب ما. عاد سعيد ليستكمل نومه ويستمتع بعطلته الأسبوعية، ساعات بعد ذلك اتصلت به من جديد، وطالبته بلقاء في المساء أو أن يتفق على موعد في نفس الأسبوع، لكنه اعتذر بدعوى أنه لم يعد يفكر في العلاقات العاطفية وقبل أن يقطع الاتصال هذه المرة بدون سابق إنذار، صرخت بأعلى صوتها وهاجمته قائلة له: (نتوما الدراري بحال هاكا دايرين حيت ملقيتي لي بغيتي، كتقلبوا على من ضحكوا، تفوا عليكم). وقطع الاتصال و ابتسم سعيد من نفاقها. لحظات قليلة إذا بأمه توقظه ليتناول وجبة الفطور بعدما حان له موعد العمل، نزع الغطاء عن جسمه وأحس بذاته أنه تعب كثيرا من كثرة الأحلام طيلة الليل. تنويه: أشكركم زوارنا الكرام، على حسن متابعتكم لجديد مواضيعنا المختلفة عبر “نبراس الشباب“، وتحية خاصة لقراء زاوية “ذاكرة حب“، الذين يدلون بتعاليقهم وآرائهم، بشقيها الإيجابي والسلبي، وأضرب لكم موعدا في سلسلة جديدة من “ذاكرة حب” تحت عنوان “الحبيبة ديال نمرا غلط”، قصة غرامية واقعية لشاب يدعى “عبد الحليم”، آثر أن يحكيها لقراء “نبراس الشباب” ليقاسموه معاناته وآهاته. “عبد الحليم” عاش مغتربا بعيدا عن أهله، وبصدفة مفاجئة التقى بفتاة تعيش نفس قصة حياته، كانت مجرد خادمة في البيوت، لقاء تعارفهما كان عن طريق تركيب رقم بالخطأ، طالت قصة التعارف وتعددت اللقاءات، وعبر زاوية “ذاكرة حب”، سأترككم تكتشفون تجربة “عبد الحليم”، فلا ترددوا في زيارة موقعنا. للإطلاع على جميع الحلقات: http://www.nibraschabab.com/?cat=32 للتواصل مع الكاتب: [email protected]