فاتي تحكي عن معانتها وسعيد يتألم: على شاطئ بحر مدينة أكادير جلس سعيد بجانب فاطمة الزهراء للتعارف الجاد معا، أمله أن يكون بداية خير ونهاية علاقات عاطفية فاشلة، بابتسامة طلبها سعيد لتحكي عن حياتها منذ الطفولة مرورا بأيام الدراسة إلى أن بلغت ما بلغت في سن الرشد، لكنها فضلت الصمت، وربما للصمت حكمة، لكنه هو أيضا مصر على معرفة كل شئ في حياتها. بدأت فاطمة الزهراء تحكي عن طفولتها وهي بمدينة الرباط، حيث كانت تتابع دراستها الإبتدائية في مؤسسة خاصة رفقة أخيها الأكبر يوسف، وتحكي عن حياتها العائلية الجميلة، حياتها وصفتها بفردوس الجنة نتيجة عمل أبيها كمدير بشركة خاصة والذي يتقاضى راتبا شهريا جد مهم، إلا أن حياتها حسب ما تحكيه لسعيد الذي ينصت باطمئنان، إنقلبت حياة على عقب بعدما انطلت حيلة أبيها الذي كان يدفع عددا كبيرا من “شيكات” بنكية بدون رصيد بحسب الشركة، الأمر الذي دفع به للمثول أمام القضاء ليحكم عليه برد كل المبالغ لأهله، فما على الأب تقول فاطمة الزهراء إلا أن يبيع كل ما يملك من منازل وسيارات هروبا من دهاليز الحب على حد قولها بعيون تذرف الدموع. الأب عاطل والعائلة تنتظر مصيرها: أصبح عاطلا عن العمل، ومن ثم بدأت العائلة تبحث عم مخرج لهذه المأساة الغير متوقعة، قاومت العائلة بكل إمكانيتها المادية والمعنوية، انطلاقا بقطع الأبناء عن المدارس الخاصة والتحاقهم بالتعليم الحكومي وتغيير السكن من الأحياء الراقية ومن الفيلات الفاخرة إلى حي شعبي، رغم ذلك تقول فاطمة الزهراء مصير العائلة لا زال سيرى الأسوأ مع المستقبل، ما أثر في نفسية سعيد الذي لم يعد يتحمل الصبر أكثر مما مضى، بل حبه زاد شوقا وتحول الحب إلى الشفقة، وما أصعب ذلك في الحب. معاناة مستمرة، وأب مختفي: تحت ألم شديد بسبب ما تحكيه مالكة القلوب ما زال سعيد الغارق في بحر من الدموع وهو يقاوم البكاء كلما سمع كلمة سيئة أصابت من يتمناها شريكة العمر والله أعلم. قصة اختفى الأب زاد الطين بلة وأثر كثيرا في نفسية العائلة كثيرا، موضوع شائك عانت فيه العائلة بعدما توصلوا بقرار المحكمة بإفراغ منزلهم بعدما لم يؤدوا واجب الكراء بضعة شهور، ليغادروا مدينة الرباط ليحطوا الرحال بمدينة أكادير، ومن هناك تابعت فاطمة الزهراء دراستها بالأول إعدادي فيما أخوها غادر الدراسة ليتحمل رفقة أمها معاناة الحياة ويقاوما ضد المعيشة والحاجيات اليومية. .....يتبع الجزء الرابع: موعد الانصراف قد حان، ورؤية الصدفة غيرت مجرى الأحلام.