طوابير من الشباب و النساء اصطفت أمام سقاية الماء، التي لم تزود الساكنة إلا ثلاثة أيام منذ إحداثها قبل ثلاث سنوات، ما تسبب في حرمان عشرات الأسر من الإستفادة من الماء الشروب، وبالإضافة إلى هذا المشكل، حرم السكان أيضا من التزود بالطاقة الكهربائية التي كلفت كل منزل ما يفوق 3000 درهم من أجل إنجاز تجهيزات الربط، غير أن الأمر بقي على حاله إلى أجل غير مسمى. نبراس الشباب وفي محاولة منها لتقريب القراء على جزء من المعاناة التي يعيشها السكان في المجال القروي قامت بزيارة للمنطقة، واستمعت لحيثيات المشكلة لإيصال شكوى مواطني المنطقة القروية للرأي العام. فؤاد الرطيبة – نبراس الشباب–دوار أولاد بوسعدن بتاونات. كانت الفرحة عارمة بين سكان دوار “أولاد بوسعدن” عندما تم تزويدهم بسقاية الماء الصالح للشرب مثلهم مثل باقي الدواوير التي حظيت بنفس المبادرة، إلا أن هذه الفرحة لم تعمر طويلا ليستفيق سكان الدوار على وقع خبر انقطاع الماء الصالح للشرب عن هذه السقاية، والذي لم يدم عطاءها سوى 3 أيام منذ انطلاق المشروع في نهاية سنة 2006 و بداية سنة 2007 ليستمر انقطاعه حتى حدود كتابة هاته السطور، في غياب أي تحرك للجهات المعنية للبحث عن حل للأمر. أمام غياب هذا الحل تعود سكينة و أختها فاطمة لتتكبد أتعاب الحصول على الماء الصالح للشرب من العين المسماة “عين معطوف ” و التي تبعد عن مقر سكناهما بحوالي كيلومترين مرورا بمجموعة من التضاريس الوعرة والظروف المناخية المتقلبة. ترقب ... في انتظار الفرج مسافة الكيلومتيرين تقطعها الفتاتان من أجل الحصول على المادة الحيوية، لكن بناء سقاية بجوار مسكنهم سيعفيهما من محنة البحث عن الماء وسيرجع لهما الأمل في العودة إلى مكانهما الطبيعي في المدرسة، تقول سكنية ل “نبراس الشباب” بحرقة كبيرة “كا نضربو تمارة بزاف باش نجيبو الماء بالخصوص في الصيف كا يكتر الطلب عليه بزاف، وخاصنا نجيو للعين تا لأربعة ديال المرات في النهار”. عمود الإنارة يستمد طاقته من الشمس!!! في الإنتخابات الأخيرة رفض السكان التصويت على أي مرشح بسبب السيناريو الذي يتكرر كل مرة، خاصة مع مشكل الماء الذي عمر ثلاث سنوات كاملة. وحسب سكان المنطقة، فإن وضعية الدواوير المجاورة كدوار”الشراط” و”المشت” لا تقل تأزما عن دوار”أولاد بوسعدن”، حيث جلست إحدى ساكنته أمام منزلها تنتظر قدوم ابنتها بالذهب الأزرق من “عين معطوف” بسبب انقطاع الماء عن سقايات هذا الدوار و الدواوير المجاورة والتي شيدت لأجل تزويد السكان بالماء وتخفيف العبء عن ساكنته “راه المرشحين ديالونا هما لي دارونا هذا المشكل و قطعوا علينا الماء”. مجموعة من السكان طالبوا بتدخل الجهات المعنية أمام استمرار تأزم الوضع، لكن هذه المرة مع الطاقة الكهربائية التي تم تزويد أهل الدوار بها شكلا فقط، حيث اعتقدوا أنهم سينتقلون إلى مرحلة متطورة من العيش فور بداية تزويد منازلهم بالكهرباء. لكن انتظارهم طال أكثر من اللازم وبقيت التجهيزات الخاصة بالربط على حالها، بعد أن كلفت كل أسرة ما لا يقل عن 3000 درهم، فمنهم من اضطر إلى الإقتراض و منهم من لجأ إلى بيع ماشيته بهدف الإستعداد لإستقبال الكهرباء كباقي الدواوير المحيطة بدوار “أولاد بوسعدن” غير أن طموحهم خاب، لتستفيق الساكنة على صدمة العودة إلي استعمال الطرق التقليدية للإضاءة. الجهات المعنية تقول أن مشكل تأخير ربط دوار “أولاد بوسعدون” بالتيار الكهربائي يرجع إلى عدم أداء الجماعة القروية لمستحقاتها المالية للمكتب الوطني للكهرباء. لكن السكان يؤكدون أنهم غير معنيين بهذا المشكل ويطالبون بإيجاد حل سريع للوضع، فالمشكل استمر سنتين منذ العام2008، إلا أن الأمر المحير هو استفادة مجموعة من الدواوير المجاورة كدوار “الدهر” الذي استفاد من الكهرباء منذ مدة طويلة، في حين بقي سكان دوار”أولاد بوسعدن ” في الوسط محرومين إلا من رحمة الله . الدوار يعيش محنة ومعاناة واقعية بسبب مشاكل عدة، من بينها انعدام تجهيزات طبية داخل المستوصف المحلي الوحيد الذي يوجد قبالة “عين معطوف”، و انعدام الأمن بالمنطقة في بعض الأحيان خاصة بالليل، بالإضافة إلى وضعية الشبكة الطرقية المتردية، التي تشكل خطورة على الساكنة أثناء التنقل لقضاء أغراضها.