لا أدري كيف أبدأ ومتى من أين ؟ ذات مساء غنت فيروز: لأجلك يا قدس يا زهرة المدائن يا مدينة الصلاة أغني لأجلك اليوم يا فلسطين نكتب بحبر من دمع منهمر، ودم ينزف من جرح في القلب لم يندمل، منذ سنين وسنين، جرح يؤلمني ويؤلم كل المسلمين جرح في القلب نزف على فلسطين، فلسطين التي ظلمت مرتين يؤلمني رؤية الدموع في عين القتيل، يؤلمني الرحيل على غفلة يؤلمني رؤية طفل يتعلم أبجديات الكلام مبتور الساقين يؤلمني كثرة المتفرجين وكثرة الباكين يؤلمني ذاك الغصن المقطوع عنوة من شجر الزيزفون أحاول أن أنسى لكن تصرخ القوافي في وجهي، مؤنبة بضمير المتكلمين، أحاول أن ألملم ما تبقى من حروف كي أطارح عنترة فخرا ولو في جملتين، أحاول أن أقلد في الشعر أبا تمام على عهد العباسيين أحاول منذ الطفولة أن أفهم ما يجري وما قد يجري لباقات الياسمين أحاول أن أعبر الصمت إلى محراب المنددين أحاول أن أطير فرحا وارقص طربا متمايلا مع أغاني المطربين!! لكنني لم استطع وتمردت القوافي مرة أخرى صارخة في وجهي: كيف يحلو لك السمر يا ابن الأكرمين؟ كيف تحيى هناك وتنام قرير العين؟ كيف تسعى إلى الادعاء انك بلا قلب أو لم تدق طعم الحنين؟ يؤلمني انك حقا لا تتذكر يؤلمني انك نسيت الأشعار كلها ولم تكتب منذ زمن قصيدة أو اثنتين يؤلمني حقا بكاؤك ويؤلمني كثيرا رؤية الدموع تنهمر مطرا في تشرين يؤلمني حقا أن الجرح مازال ينزف دما على فلسطين اعذريني أيتها الغالية فارتجالي كتبته القرابة بعفوية صادقة وحب في القلب دفين.