لا تخلو مدينة من المدن المغربية الكبرى من ظاهرة انتشار الباعة المتجولين أو ما يسمى ب"الفراشة" في أزقتها وشوارعها ، كما هو الحال بمدينة الناظور التي أضحى إسمها مقرونة بالأسواق والتجمعات التجارية الصغيرة والكبيرة نظرا لموقعها القريب من الثغر المحتل مليلية وما ينتج عن ذلك من نشاط تجاري متنوع للسلع المهربة من الخارج . هذا النشاط التجاري غير المنظم بات يثير الاستياء في أوساط التجار الذين يرون فيه منافسا في ظل شروط منافسة غير سليمة، بينما تحاول السلطات الحد من الظاهرة بحملات تمشيطية دون البحث عن حلول جذرية تنهي هذه الظاهرة التي تتخذ من الشارع العام والأرصفة والساحات العمومية مكانا لها لممارسة تجارتها غير المنظمة . المزاولون لهذا النشاط التجاري غير راضون بأنفسهم عن الوضعية التي يمارسون فيها تجارتهم حيث أضحوا مطاردين من السلطات الامنية المحلية ونظرات الريبة من الزبناء ناهيك عن ممارسة تجارتهم في العراء وسط ظروف مناخية متقلبة ، الصيف شمس حارقة والشتاء مطر غزير وبرد قارس من اجل توفير لقمة عيش لأسرهم . أغلب من إستقت ناظورسيتي آرائهم من التجار المتجولين أبدوا إمتغاضهم من هذه الوضعية التي باتت لا تطاق حسب تعبيرهم ، مطالبين من القائمين على تدبير الشأن العام المحلي بالتوقف عن توزيع الوعود الكاذبة عليهم دون أن يتحقق شيء على أرض الواقع د ينهي معاناتهم الطويلة مع التجارة في الشوارع ويحفظك كرامتهم ويوفر مورد رزق قار لأسرهم. المواطنون القاطنون بالمدينة بدورهم عبروا عن أسفهم وتذمرهم من بعض المظاهر السلبية التي ترافق أنشطة هذه الفئة من التجار ، أهمها تلك الركم الكبيرة من الأزبال التي يتركونها في شوارع وأزقة المدينة وكذا الازدحام الذي يتسبب فيها التجار الجائلين على مستوى المدينة ككل ناهيك عن مستوى جودة السلع المعروضة للبيع . الظاهرة ورغم أن الكل أضحى يشتكي منها في مدينة الناظور ، أصحاب المتاجر يشكون من الباعة المتجولين، وهؤلاء من هزالة المداخيل وانعدام البدائل أمامهم، والسلطات من تفشي الظاهرة واحتلال الملك العام إلا أن إيجاد حل جذري لها لا يلوح في الافق بالمدينة "السوق" ولو على مستوى البعيد .