في الوقت الذي خيّم فيه الحزن بشكل عارم في أوساط شريحة واسعة من سكان مدينة العروي، إثر تفعيل السلطات قرار ترحيل السوق الأسبوعي إلى حيّز تراب جماعة "بني وكيل أولاد موحند"، عبّرت شريحة هامة من الساكنة القاطنة بجوار مَوْضع "سوق الأحد"، عن ارتياحها وفرحتها الغامرة بعدما أنهت عقوداً طويلة من مسلسل المعاناة الناجمة عن المنشأة المعنية. قاطنون بالقرب من السوق الأسبوعي، صرحوا لموقع "ناظورسيتي"، أنّه وبعد عقودٍ من المعاناة، لم تكن باقي ساكنة العروي تذُق ويلاتها على شاكلتهم، بحكم محلات سكناهم الكائنة بجوار السوق، تنفسوا الصعداء أخيراً، بعد تنفيذ القرار "التنقيل" الذي كان مثار جدالٍ وصراع بين العديد من الأطراف، واصفين فرحتهم أشبه بفرحة "عيد الاِستقلال" على حدّ تعبير أحد المصرّحين. وأوضح المتحدثون للموقع، أنّهم يدركون جيّداً أن منشأة السوق الأسبوعي تختزن تاريخاً عريقاً للمنطقة، كما تمثل مركزا حيوياً يساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي، غير أن اعتبارات أخرى أقوى باتت تُحتّم ترحيل السوق إلى خارج المدينة، من ذلك معطى توسّع الحاضرة وسيرورة عمرانها السائرة في تطور متسمر، ناهيك عن مخلفاتها من الوساخة والأزبال التي تُغرق المدينة تحت أكوامها مسببة في أمراض عدة. تجدر الإشارة إلى أن سكان الأحياء المجاورة لفضاء السوق الأسبوعي، عاشوا نهار أمس الأحد، على إيقاع أوّل يوم خَلاَ فيه المكان من ضوضاء النشاط التجاري الذي تواصل على مدى حقبة من الزمن، بحيث بدَتْ هذه الأحياء على غير المعهود، يسودها الهدوء كما بدت شوارعها وأزقتها في حالة جيدة من النظافة في منظر لم تألفه الساكنة من قبل، على خلاف ما كان يتسم به الوضع في السابق.