برأس منحنية إلى الأسفل وبوجه شاحب ، جلس المدعو بوجمعة أ.(68 عاما ) يوم الأربعاء الماضي كرسي الاتهام بإحدى قاعات محكمة فرانكفورت الإقليمية ..وفي الجانب الآخر من القاعة جلس أبناؤه الثلاثة رفقة المدعي العام ، لمحاكمة الأب المتهم بقتل زوجته وابنه البكر بطلقات نارية من مسدس اشتراه بطريقة غير قانونية، وهي التهمة التي أقرتها المحكمة واعترف بها المتهم . ومن أجل معرفة أسباب هذه الدراما العائلية التي اهتز لها آنذاك الرأي العام بألمانيا والتي تعود فصولها إلى صبيحة يوم 24 نوفمبر 2009 بمنطقة ريدافالد بفرانكفورت ، حاولت هيئة المحلفين جمع معلومات مستفيضة عن الحياة الشخصية للمدعى عليه.. ولد بوجمعة أ. سنة 1942 بالمغرب . توفيت والدته وهو ابن الأربع سنوات..لم يسبق له أن دخل المدرسة..هجر بيت أبيه بسبب المعاملة القاسية التي كانت تعامله بها زوجة أبيه ..وفي سنة 1962 قدم إلى ألمانيا عبر إسبانيا وفرنسا وهو في سن الواحد والعشرين ..اشتغل بداية بمعمل هوكست للمواد الكيماوية ، ثم بمكتب السكك الحديدية لمدة ناهزت الأربعين عاما ، إلى غاية حصوله على التقاعد سنة 2007. تعرف على زوجته سنة 1968 وتزوجها سنتين بعد ذلك..وكان يود بداية الزواج من ألمانية ، ولكن أحد أعمامه أقنعه بالعدول عن ذلك. بعد 13 سنة من زواجهما ، التحقت به زوجته بألمانيا رفقة ثلاثة من أبنائهما (ولدان وبنت ، علما أن الولد الثالث رأى النور بمدينة فرانكفورت ) ، واهتمت بتربية أبنائها ، إذ لم تكن تخرج من بيتها إلا نادرا ، ولم تكن تستطيع الخروج لوحدها. ومع مطلع سنة 2003 بدأت الخلافات تدب بين الزوجين وصلت ردهات إحدى المحاكم المغربية التي أصلحت ذات البين بينهما من جديد.. وفي شهر نوفمبر من سنة 2009، وعن عمر يناهز 53 سنة ، قررت الزوجة الانفصال عن زوجها بعدما ضاقت ذرعا من تصرفاته .. فما كان على بوجمعة أ. حسب تصريحات الأبناء إلا أن صادر جواز سفرها ، حليها وأموالها وطردها من المنزل ..لتستقر مع ابنها البكر الساكن بمحاذاة منزل أبيه.. ولهذا بدأت حدة الخلاف تزداد بين الأب وابنه البكر..حيث صرح الأب أن قتله لابنه جاء دفاعا عن النفس ، وهو ما رفضته هيئة المحاكمة جملة وتفصيلا ، مستبعدة أن يكون الابن قد هاجم أباه وهو الذي كان يكن له احتراما واستعطافا خاصة وأن أباه مصاب بمرض خطير ومزمن. وفي معرض حديثه عن قتل زوجته ، قال بوجمعة أ. بالحرف الواحد '' لقد أحببتها حبا كثيرا '' ثم أجهش بالبكاء ولم يزد شيئا عن ذلك.. كما تم خلال هذا اليوم الأول من هذه المحاكمة سرد رسالة كتبها المتهم وهو وراء القضبان خلال فترة التحقيق ، ملتمسا فيها العذر من أبنائه على هذه الجريمة التي ارتكبها ، مؤكدا أن زوجته هي سبب كل هذه المشاكل . هذا وسوف تتواصل جلسات المحاكمة خلال غضون الأسبوع المقبل حيث سوف يتم الاستماع إلى تصريحات الأبناء..