فيما يُشبه مفاجأة غير متوقعة، ما عاين مشهده المتتبعون عصر اليوم الخميس 20 من أكتوبر الجاري، داخل قاعة اجتماعات المجلس البلدي بمدينة الناظور، حيث كانت التشكيلة المنتخبة تعقد أشغال جسلتها العادية برسم دورة الشهر الحالي. إذ بمجرد ما وفد النائب البرلماني سعيد الرحموني بوصفه مستشارا جماعيا ضمن المجلس المعني، وقصد على غير المعهود، أحد المقاعد الشاغرة بالمحاذاة من رئيس العمودية سليمان حوليش، حتّى سَرَت وشوشات بهذا الشأن بين عموم الحاضرين في الاجتماع. مع العلم أن جلّ الكراسي داخل القاعة كانت بدورها شاغرة وبإمكان سعيد الرحموني إقتعاد أيّ منها، أو الاقتعاد ضمن صفّ فريق المعارضة جرياً على عادته، إلا أنه إختار الجلوس إلى جانب نظيره حوليش جنبا إلى جنب، أمام استغراب وذهول الجميع. مشهد تعمّد سعيد الرحموني الجلوس إلى جانب سليمان حوليش، أثار صراحةً لدى العديدين عدة أسئلة من قبيل ما إذا كانت دعوة حوليش عقب صعوده إلى البرلمان مباشرة، جميع برلمانيي الناظور، إلى مصالحة من نوع خاص، بهدف وضع اليد في يد من أجل الالتفاف حول المصلحة العامة لساكنة إقليمالناظور، قد لقيت تجاوبا لدى المعنيين بأمرها. وعموماً، إنّ ما نعتبره في تقديرنا بادرة من الرحموني، وإنْ كانت في ظاهرها تبدو عاديةً، إلاّ أنها ليست جزما مشهدا عابرا، على الأقل لدى العارفين بمدى وحجم "الندّية السياسية" بين الرجلين، إذ تكاد تنطوي على دلالات إيجابية على تذويب جليد الخلافات السياسية، بل تحمل في طيّاتها علامات قد تُؤشر على أولى بوادر المصالحة بين من كانوا إلى حدود أمس "خصمين سياسيين"، من شأنها أن تُثمر عن تعاون يصّب في مصلحة الناظور الكبير المنشود.