تعد منطقة الريف الاوسط من المناطق التي مازالت تحافظ على اتباع التقاليد الموروثة في كل المناسبات وخاصة الأعراس، حيث تحظى العروس بإقامة مراسيم فنية في يوم "الحنّة"، بدءا من التحضيرات قبل يوم من الزفاف وانتهاء باليوم نفسه.. و تعتبر ليلة "الحنة" أحد أبرز هذه الطقوس التي تسبق حفلة الزواج و تحظى بها العروس في ليلة عمرها ، وهي الليلة التي تبقى خالدة في ذهن العروس وعائلتها ، إلا أن هذا التقليد بات يعيش آخر أيامه نتيجة موجة "العصرنة" التي اجتاحت حفلات الاعراس في الاونة الاخيرة . فالعرس الريفي مناسبة مهمة وخاصة، تعمل العائلات المقبلات على تزويج أبنائهن وبناتهن على إظهار جل ما يميّز العرس من تقاليد وعادات عن غيره من الحفلات.. وهو تراث يتجسد عموما في اللباس والمأكولات و غيرها، ولعل هذه الليلة (ليلة ربط الحنة ) من بين الطقوس التي بقيت تصارع "العصرنة" من اجل البقاء شاهدة على حب وتمسك الأسر الريفية بأصالتها و تراثها .. طقوس و عادات مازالت العديد من العائلات الريفية تحتفظ بها رغم موجة التحديث و العصرنة التي تشهدها الأعراس في الآونة الأخيرة و أخرى اندثرت أو في طريقها الى الاندثار ، أفرغت معها العرس الريفي من حمولته الثقافية و التراثية و أفقدته نكته بل و مذاقه الخاص.