مكتب ناظورسيتي/تمسمان/توفيق بوعيشي-عبد الله يعلى تتميز مراسيم حفلة الزفاف في الريف بطقوس و عادات مختلفة عن عادات باقي مناطق المغرب و من أبرز هذه العادات عند العريس "أرازيق" الذي يقام في الليلة الثانية لحفلة الزفاف التي تدوم غالبا ثلاثة ايام بمعظم المناطق الريفية يتوج خلالها العريس سلطان الليلة. ولعل عادة "أرايزيق" من بين العادات التي بقيت تصارع موجة "العصرنة" التي تشهدها حفلات الاعراس في الاونة الاخيرة من اجل البقاء شاهدة على حب وتمسك الأسر الريفية بأصالتها و تراثها... وهذا بالضبط ما عاينته ناظورسيتي بتمسمان اثناء دعوة خاصة لها لحضور و توثيق ليلة "أرازيق" بأحد الاعراس المقامة بدوار ايت موسى بتمسمان ..هذه الليلة كما عاشتها ناظورسيتي مع اهل العريس ، تسبقها في الصباح الباكر كما جرت العادة الذكاة بذبيحة عجل أو خروف حسب عدد المدعوين في جو يتسم داخل المنزل بالنشاط و الحركة و المرح حيث النساء يعدن طعام العشاء وهن ينشدن أغاني "إيزران" و اخريات يتزين بأحلى الحلي و الملابس استعدادا لاستقبال المدعوين في ليلة العريس الاستثنائية... وفور الانتهاء من تناول وليمة الحفلة و أجواء الفرجة على ايقاعات الاغاني الشعبية تبتدئ مراسيم الطقس المميز لهذه الحفلة "أرايزيق" باختيار مجموعة من الشباب المعروفين بصوتهم القوي لتشكيل مجموعتين الاولى تسبق العريس والمجموعة الثانية وراءه وهم يرددون بصوت قوي مرتفع كلمات "الرايزيق" التي تبدأ ب" سبحان الخالق سبحان الرازق سبحان الباقي بعد الخلائق ..أرحمنا يا الله وارحم والدينا..." ثم يقوم العريس بالخروج مع وزيره من باب المنزل والدخول سبع مرات، وعند الانتهاء من ذلك يلتفوا الشباب بشكل دائري حوله وهو جالس في مكان مرتفع شئ ما عن الحضور و تقوم شقيقته او احدى قريباته بوضع الحناء على يديه رفقة وزيره الذي يكون غالبا احد أطفال العائلة الى غاية الانتهاء من وضع الحناء بكفه وبصمه على جدار البيت.. تلكم هي بعض من مشاهد الطقوس و العادات المختلفة و الكثيرة التي عاينتها ناظورسيتي عن قرب في هذا العرس و التي لا يسع المجال لذكرها هنا بكل تفاصيلها لكنها كلها تجسد مدى تعلق الاسر الريفية باصالتها و تراثها العريق الذي تناقلته من جيل الى جيل .