مكتب ناظورسيتي/تمسمان-توفيق بوعيشي تعتبر ليلة "الحنة" أحد أبرز الطقوس التي تسبق حفلة الزواج والتي تدخل ضمن التقاليد المغربية عامة والريفية خاصة، وهي الليلة التي تبقى خالدة في ذهن العروس وعائلتها ، إلا أن هذا التقليد بات يعيش آخر أيامه نتيجة موجة "العصرنة" التي اجتاحت حفلات الاعراس في الاونة الاخيرة . فالعرس الريفي مناسبة مهمة وخاصة، تعمل العائلات المقبلات على تزويج أبنائهن وبناتهن على إظهار جل ما يميّز العرس من تقاليد وعادات عن غيره من الحفلات.. وهو تراث يتجسد عموما في اللباس والمأكولات و غيرها، ولعل ليلة "الحنة" أو ليلة ربط "الحنة" من بين الطقوس التي بقيت تصارع "العصرنة" من اجل البقاء شاهدة على حب وتمسك الأسر الريفية بأصالتها و تراثها .. تقول فاطمة مجهزة عرائس بتمسمان عن ليلة الحناء : هي الليلة التي تسبق العرس حيث تتوسط العروس صديقاتها وقريباتها في مكان يرتفع قليلاً عن بقية الجالسات في جو مملوء بالبهجة والسرور حيث "إزران" تصدح من حناجر الفتيات احتفالاً بالعروس بينما يقوم البعض منهن بوضع الحنة على يديها إضافة إلى العديد من الطقوس المرتبطة بهذا اليوم مثل إشعال الشموع ووضعها في صينية مملوءة بالدقيق و البيض ورش ماء الورد على الحاضرات و غيرها من الطقوس المتوارثة من جيل الى جيل. " رْحَنِّي أناغ دَميمون **ربي أكيث دميمانْ" إزري ترددها الفتيات أثناء و بعد الانتهاء من ربط العروس بالحنة تقول فاطمة لناظورسيتي وتكون مرفوقة بالتطبيل على "الدف" وتصفيقات وزغاريد النسوة، التي تُربط العازبات منهن من نفس حنة العروس التي بقيت في الاناء حتى يكون فال خير عليهن للزواج ، في حين تقوم إحداهن بحمل الشموع والرقص بها حتى تنطفئ لوحدها في جو من البهجة و السرور الى ساعات متأخرة من الليل.. طقوس و عادات مازالت العديد من العائلات الريفية تحتفظ بها رغم موجة التحديث و العصرنة التي تشهدها الأعراس في الآونة الأخيرة و أخرى اندثرت أو في طريقها الى الاندثار ، أفرغت معها العرس الريفي من حمولته الثقافية و التراثية و أفقدته نكته بل و مذاقه الخاص.