أفادت مصادر أمنية فرنسية مقربة من ملف التحقيق بشأن عملية قتل الشرطي الفرنسي ورفيقته طعنا بالسكين يوم أمس الإثنين 2016، قرب العاصمة باريس، بأن منفذ العملية هو شاب فرنسي من أصل مغربي يبلغ من العمر 25 عاما ويدعى عبد الله العروسي، موضحة أنه سبق وحوكم بالسجن لمشاركته في شبكة جهادية تنشط بين فرنسا وباكستان. ونشأ عبد الله العروسي الذي أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية في بيئة فقيرة وفي محيط شحيح من ناحية الموارد الاقتصادية، الأمر الذي أوقعه في براثن التطرّف، وأفضى به داخل السجن سنة 2011، وقد نشرت صحيفة "لوموند الفرنسية" مجريات المحاكمة التي كان العروسي أحد اطرافها، حيث تحدث أمام القاضي عن أسباب تطرفه والتي ارجعها إلى توقفه عن الدراسة لعدم تمكنه من اجتياز الامتحان، وعدم نجاحه في إيجاد عمل، ليتجه نحو شبكات الإنترنيت المتطرّفة. وذكرت وكالات أنباء فرنسية، أن مصدرا قريبا من ملف هذا الحادث أفاد بأن العروسي حوكم سنة 2011 كان رفقة 7 متهمين آخرين وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بينها ستة أشهر موقوفة التنفيذ، بتهمة المشاركة في "جمعية أشرار بهدف الإعداد لأعمال إرهابية"، وأنه كان يوجد تحت مراقبة الشرطة الفرنسية، بعد ورود إسمه في التحقيق حول الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت فرنسا مؤخرا، ولشكوك الشرطة في علاقته مع جهات في سوريا، غير أن نتائج المراقبة والتحقيقات أبعدته من لائحة الاتهام. ووفق نفس المصادر فإن العروسي قتل صباح يومه الثلاثاء خلال عملية دهم قامت بها قوات الأمن الفرنسية لشقة ضحيته في "مانيانفيل" التي احتمى فيها بعدما نفذ جريمته ضد الشرطي وصديقته موجها لهما عدة طعنات، مشيرة أنه "أكد انتماءه إلى الجماعة الجهادية" خلال المفاوضات مع القوات الخاصة، وأن شهودأ عيان ذكروا للمحققين إنه هتف "الله اكبر" عند مهاجمته الشرطي. وفتحت نيابة مكافحة الإرهاب تحقيقا في "عمليات قتل على علاقة بمنظمة إرهابية لأشخاص يتمتعون بسلطة عامة" و"محاولات قتل على علاقة بمنظمة إرهابية ضد قاصر يبلغ من العمر 15 عاما" و"جمعية أشرار مرتبطة بمنظمة إرهابية بهدف الإعداد لجرائم تمس باشخاص"، كما بدأ اجتماع في الرئاسة صباح الثلاثاء بين الرئيس "فرانسوا هولاند" ورئيس الوزراء "مانويل فالس" ووزيري الداخلية "برنار كازنوف" والعدل "جان جاك اورفوا"، للتباحث حول القضية.