مع اقتراب تاريخ 13 يناير/كانون الثاني من كل سنة، تشتد مطالب مجموعة من الجمعيات الأمازيغية والتنظيمات المتعاطفة معها في المغرب، لأجل اعتماد هذا التاريخ الذي يتزامن مع فاتح السنة بالتقويم الأمازيغي، عيدًا وطنيًا رسميًا، ويوم عطلة لكافة المغاربة، شأنه في ذلك شأن فاتح السنة الميلادية وفاتح السنة الهجرية. وبعد تحقيق الحركة الأمازيغية في المغرب لمطلب ترسيم هذه اللغة إثر تنصيص دستور 2011 على أن الأمازيغية تعدّ لغة رسمية للمملكة المغربية، فضلًا عن إدراجها في التعليم وإحداث هيئة وطنية خاصة بها، يطمح الأمازيغ إلى دفع الدولة على الاعتراف رسميًا بالتقويم الأمازيغي الذي يصل يوم 13 يناير إلى عامه ال2966، وذلك في انتظار صدور القانون التنظيمي الخاص بهذه اللغة. وراسل مركز في مدينة الحسيمة، بشمال المغرب، يحمل اسم "النكور من أجل الثقافة والحرية والديمقراطية" الحكومة المغربية لأجل اعتماد فاتح السنة عيدًا وطنيًا رسميًا، وذلك نظرًا "لما ساهمت به الأمازيغية لغة وثقافة وهوية وحضارة بقيمها الإنسانية النبيلة خلال ما يزيد عن 33 قرنًا، ومن أجل استعادتها لأدوارها الكبيرة، واستحضارًا لمضامين الصكوك الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب". وقالت الرسالة إن فاتح السنة الأمازيغية "يوافق حدثا يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للأمازيغ، فهو شكل محطة في تقويمهم الزمني وموعد رمزيًا ومناسبة سنوية يتوقف عندها الأمازيغ لاستحضار تاريخهم وثقافتهم وتراثهم وطرق عيشهم، وكذا فرصة لتجديد أواصر الترابط والتلاحم ما بينهم". وكان حزب الاستقلال، أحد أكبر الأحزاب المغربية، قد أعلن قبل سنتين أنه يعتبر يوم 13 يناير عطلة رسمية، حيث قام بتعطيل العمل في جميع مقرّات ومؤسسات الحزب، وذلك لأجل دفع الحكومة إلى اعتماد هذه العطلة بشل رسمي. وليست الحركة الأمازيغية وحدها في المغرب من تطالب بالاعتراف الرسمي بالتقويم الأمازيغي، فالمطلب يصل كذلك إلى الجزائر وتونس وليبيا، وذلك بما أن المنطقة المغاربية تشهد حضورًا قويًا للأمازيغ. وتشهد منطقة "القبايل" في الجزائر احتفالات كبيرة بفاتح السنة الأمازيغية. وتعتمد السنة الأمازيغية على النظام الشمسي، وتبدأ ببداية السنة الفلاحية، أي يوم 13 أو 14 يناير/كانون الثاني. وقد بدأ هذا التقوم 950 سنة قبل الميلاد، وتشير الدراسات المتوفرة إلى أن استهلاله بدأ مع اعتلاء الزعيم الأمازيغي شيشنق الأول العرش الفرعوني زمن رمسيس الثاني.