فيما لازالت الفتاة التي اعتقلها أمن ولاية الرباط تخضع للتحقيق من طرف عناصر الشرطة القضائية، للاشتباه في كونها منتحلة صفة كوثر الهمة، ابنة المستشار الملكي، فؤاد علي الهمة، والنصب على مواطنين باستغلال هويتها، أكدت أسرة الفتاة بأنها لم تعثر عليها في مقرات الأمن. وقال شقيق الفتاة الموقوفة، في اتصال مع هسبريس، إن "جميع مصالح الشرطة بالرباط نفت وجود شقيقته لديها"، وأضاف: "منذ صباح اليوم وأنا أجوب أقسام الشرطة دون جدوى.، حتى أنني لا أعرف أين أذهب، ولا مع من أتحدث"، على حد تعبيره. وأردف أخ الفتاة المشتبه في استغلالها لهوية كوثر الهمة في الاحتيال على مواطنين، بالقول "قصدت محاميا وطالبني بمبلغ ألفي درهم، وأنا لا أتوفر حتى على ثمن الرجوع إلى بيتنا، ولا علم لي بما يقع، وكل ما أعرفه قرأته عبر هسبريس، أما التفاصيل فلا علم لي بها". وكان رجال الأمن قد أوقفوا الفتاة المشتبه بها في أحد الأحياء الهامشية بمدينة الناظور، وهي تسمى "د.ل"، وتبلغ من العمر 21 سنة، يتيمة الأب، وتعيش مع أمها وزوجها وإخوتها الستة، وتنحدر من عوينات الحجاج بمدينة فاس. وحسب رواية مقربين من عائلتها، فالفتاة التي انقطعت عن الدراسة في المستوى الرابع ابتدائي تعرفت على "كوثر الهمة" قبل رمضان المنصرم عن طريق الفيسبوك، فسألتها عن حالتها الاجتماعية، وأجابتها بأنها تنتمي إلى أسرة فقيرة، وبأنها غادرت مقاعد الدراسة بسبب ندبة بارزة على وجهها. وأضاف المصدر بأنه "بعد توالي المحادثات، سألت ابنة الهمة الفتاة عما إذا كانت لديها طلبات، لتخبرها بأنها ترغب في إجراء عملية تجميل للتخلص من الندبة التي أصابتها بعقدة نفسية، وبعد أيام اتصل بها شخص ليخبرها بأنه مرسل من طرف "كوثر"، ويطلب منها الانتقال إلى فاس للقائه قرب المحكمة الابتدائية". وانتقلت "د.ل" رفقة والدتها إلى مدينة فاس، ودائما وفق رواية المقربين، كما اتفقت مع محدثها، حيث التقته، وعرف نفسه بأن اسمه رشيد، وبأنه سائق "كوثر الهمة"، فقام باصطحابها صوب طبيب التجميل الذي طلب مبلغ 30 ألف درهم لإجراء العملية، فأخبره بأن كوثر ستتكلف بالمصاريف. وتبعا لذات الرواية، أجرت الفتاة العملية الجراحية، وعادت بعد ذلك إلى بيت الأسرة، قبل أن يتم إيقافها بأحد أحياء مدينة الناظور، كما تم حجز هاتفها النقال، وهاتف والدتها، ونقلت صوب الرباط لدى مصالح الأمن المختصة، من أجل تعميق البحث معها. جدير بالذكر أن منابر إعلامية نقلت عن مصادر أمنية، قالت إنها مقربة من التحقيق، أن "الموقوفة قدمت تفاصيل العمليات التي قامت بها، بعد أن اعترفت بنصبها على عدد من المواطنين عبر الفايسبوك، من خلال تمكينهم من امتيازات ومنافع". وتبقى تفاصيل العملية رهينة بانتهاء فترة الوضع رهن تدابير الحراسة النظرية، ورفع السرية عن ملف القضية التي ستبت فيها النيابة العامة بعد اطلاعها على محاضر الشرطة القضائية، حيث يرتقب أن تصدر بلاغا في الموضوع.